قال : إلهي ، لم يبق في كنزي إلّا هذه الجوهرة فما أنا أُقدّمها بين يديك ، ثمّ نادى أهل الكوفة : يا شيعة آل أبي سفيان ، إن كنتم تزعمون أنّنا أذنبنا معكم فما ذنب هذا الطفل الرضيع ، اسقوه ماءاً فقد جفّ صدر أُمّه من شدّة العطش ، فما أجابوه ، ورماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فأثبته في لُبّة الطفل فقتله وسال دمه ، فوضع الإمام يده تحته فلمّا امتلأت رمى به نحو السماء.
قال الإمام الباقر عليهالسلام : فلم تسقط منه قطرة واحدة ، فقال الحسين عليهالسلام : هوّن عليّ ما نزل بي إنّه بعين الله. ثمّ قال : لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح ، اللهمّ إن كنت حبست عنّا النصر فاجعل ذلك لما هو خير لنا.
عند ذلك في رواية ابن الجوزي ـ وهو من علماء أهل السنّة ـ ناداه هاتف : دعه يا حسين فإنّ له مرضعة في الجنّة ، ثمّ دفنه الحسين مزمّلاً بدمه كما روى صاحب المعالم ، وذكر في شرح الشافية : إنّه ترجّل من جواده وصلّى عليه وحفر له بغلاف سيفه ثمّ دفنه .. انتهى.
أقول : يرى جماعة بناءاً على هذه الرواية وعبارة زيارة الناحية السافلة الذكر في ترجمة عبدالله الرضيع والعبارة التي تأتي في ترجمة القاسم أنّ عبدالله غير عليّ الأصغر كما بيّنّا ذلك لأنّ عبدالله استشهد في حجر أبيه أمام الخيمة ، أمّا عليّ الأصغر استهدف أمام العدوّ ، والله أعلم.
خذلان قاتله حرملة وهلاكه
نقل في بحار الأنوار وغيره عن المنهال بن عمرو أنّه قال : دخلت على عليّ بن الحسين عليهماالسلام منصرفي من مكّة فقال لي : يا منهال ، ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ؟ فقال : تركته حيّاً بالكوفة ، قال : فرفع يديه جميعاً ثمّ قال عليهالسلام : اللّهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقه حرّ النار.
قال المنهال : فقدمت الكوفة وقد ظهر المختار بن أبي
عبيدة الثقفي وكان لي