الشفقتين ، بعيد ما بين المنكبين ، عريض الفخذين ، أفرج الثنايا ، أقنى الأنف ، مدوّر الهامة ، مربوع القامة ، عنقه كإبريق الفضّة ، ذؤابتاه يسيل على شحمة أُذنه ، أصيل الأصل ، طويل الفرع ، كحيل الطرف ، جميل الخلق ، عميم الفضل ، عظيم الجود ، كان وجهه أقمر ، وجبينه أزهر ، وريحه أذكى من المسك الأذفر ، ولفظه أحلى من السكّر ، وإذا مشى كأنّه البدر إذا أبدر ، والوبل إذ أمطر ، مخلوق من الحسن الشامخ والنسب الباذخ ... الخ.
تا که ابروى تو را از مژگان ساختهاند |
|
بهر صيد دل ما تير کمان ساختهاند |
من رمش عينك يبري القوس باريها |
|
لكي يصيد فؤاد المبتلى فيها |
وأنفه دقيق طويل فيه احديداب (١) ، ويبرق النور منه ، وجنتاه غير نتئتين ، فمه الحسن البيان ، لا هو بالكبير ولا بالصغير ، وماذا أقول عن شفتيه الياقوتيّتين :
اى لعل لبت به دلنوازى ممتاز |
|
چشم سيهت به ترک تازى ممتاز |
با زلف تو قصّه است مشکل ما را |
|
همدون شب يلدا به درازي ممتاز (٢) |
أسنانه المباركة بيضاء وبرّاقه ومفلجة ، وكأنّ عنقه في صفائها ونورها الدمية من الفضّة المصقولة ، أعضائه معتدلة ، وتدلّ القوّة والاستواء والجمال ، وتلتقي بطنه بصدره ليس بينهما انخفاض أو ارتفاع ، بعيد ما بين المنكبين ، ضخم الكراديس ، تنبئ عن شجاعة خارقة ، دقيق المسربة ، شثن الكفّين كأنّهما براثن
__________________
(١) رأيتني ملجأ إلى ترجمة عبارات المؤلّف لعدم وجودها في النصّ العربي على أنّي أسوق للقارئ بمشيئة الله ما ورد في وصف النبيّ في الخصال للمقارنة وهنا كلمة أقنى تغني عمّا ترجمته عن أنفه.
(٢) حمل حبّ النبيّ الشيخ الجليل المحلّاتي رحمهالله على ذكر هذين البيتين في الغزل ورأيت عدم ترجمتها لأنّه في ذلك إسائة أدب إلى قدسيّة النبوّة منّي صلّى الله على صاحبها ورحم الله الشيخ المحلّاتي فقد كان محبّاً وامقاً للنبيّ وأهل بيته صلىاللهعليهوآله.