الثامنة والعشرين ، ولعلّ الغاية من تعليل سنّه إلى الثامنة عشرة هو ترويج هذه الشائعة. ولو افترضنا صحّة الثامنة عشرة فلا مانع من تزويجه فيها فإنّ القاسم وهو ابن الثالثة عشرة كانت له عروس مسمّاه من آل البيت (١).
فكيف يبلغ عليّ الأكبر الثامنة عشرة ولم يتزوّج كما يزعمون ؟ وكيف كان ففي رواية الكافي بسنده عن الإمام الرضا عليهالسلام والرواية كما يلي :
قال : ثمّ اعلم أنّه يظهر من بعض الروايات والزيارات أنّ له عليهالسلام ولداً وأهلاً ؛ أمّا الرواية فقد رويت عن ثقة الإسلام الكليني عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد ابن محمّد بن أبي نصر البزنطي عن أبي الحسن الرضا قال : سألت عن أبيك : الرجل يتزوّج المرأة ويتزوّج أُمّ ولد أبيها ، فقال : لا بأس بذلك ، فقلت له : بلغنا عن أبيك عليّ بن الحسين تزوّج ابنة الحسن بن عليّ وأُمّ ولد الحسن وذلك أنّ رجلاً من أصحابنا سألني أن أسألك عنها ، فقال عليهالسلام : ليس هكذا ، إنّما تزوّج عليّ ابن الحسين ابنة الحسن وأُمّ ولد لعليّ بن الحسين المقتول عندكم (٢).
وهذه الرواية ذكرها المجلسي في البحار ، والعلّامة النوري في المستدرك ،
__________________
(١) لا أظنّ أنّ محقّقاً بمثابة هذا الشيخ التقي الورع ينساق وراء الفرية التي ثبت زيفها قطعاً من زواج القاسم في الطفّ كما لا أظنّ أنّ الرجل يدع القضيّة غفلاً من التحقيق ولكن الذي أراه أنّه يشير إلى قضيّة خاصّة لا ترتبط بعرس القاسم ولعلّه عثر على شيء لم نعثر عليه طبعاً وسوف نطلع على رأيه القاطع في المسألة عندما يبلغ ترجمة سيّدنا القاسم عليهالسلام.
(٢) الرواية التي نسبها المؤلّف إلى الكافي كان قد وضعها في الهامش ولكنّي رفعتها إلى المتن علماً منّي بأنّها ترجمة لها فلا موجب لبقائها في الهامش ، بعد ترجمة المتن إلى العربيّة كان من حقّ المؤلّف أن يدرجها في المتن كما يفعل غيره مع ترجمتها أو يكتفي بالترجمة ويشير إليها في الهامش ، وقد فعل الأمر الثاني. راجع للرواية الكافي ، ج ٥ ص ٣٦١ ؛ البحار ، ج ٤٦ ص ١٦٤ وج ١٠١ ص ١٨.