الدنيا ، وإذا أشار بيده لا بالغمز ، وضحكه التبسّم ، وقلّما سمع له ضحك ، ويعطي ذا الفضل على قدر فضله ، ويوقّر كريم كلّ قوم ، لا يؤاخذ الناس بما بدر منهم من خطأ ، يواسي الناس ، ولا يظهر التبرّم بهم ، ولا يترك البشر والطلاقة.
أعماله بين الإفراط والتفريط ، أعظم الرجال عنده أعظمهم عوناً وخدمة ومواساة الناس ، ليس له مجلس خاص يجلس به ، وينهى الناس عن ذلك ، ويعامل الناس معاملة يظنّ كلّ واحد منهم أنّه الأعلى عنده ، وإذا جالس أحداً لا يقوم حتّى يقوم ، ومن سأله حاجة قضاها له أو سعى في قضائها فإذا حال دون ذلك حائل أرضاه بالقول الحسن والوعد الصادق ، وشمل خلقه العظيم جميع الخلق ، يوقّر الكبير ويرحم الصغير ، ولا يملّه من جالسه ، لم يؤنّب أحداً ولم يرتفع صوته في وجه أحد ، ولا يلتمس لأحد عيباً ، وينهى الناس عن ذلك.
وجملة القول : كان عليّ الأكبر وهو خلاصة شجرة النبوّة وثمرتها ، وكذلك الولاية ، متخلّقاً بهذه الأخلاق ، ولو لم يكن كذلك لما قال الإمام : اللّهمّ اشهد أنّه برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك ، وكنّا إذا اشتقنا إلى لقاء نبيّك نظرنا إليه.
وأحسن منك لم تر قطّ عيني |
|
وأجمل منك لم تلد النساء |
خلقت مبرّءاً من كلّ عيب |
|
كأنّك قد خُلقت كما تشاء |
لعليّ الأكبر عيال وأولاد :
ينبغي أن يعلم بأنّ ما اشتهر على الألسنة والأقلام من
كون عليّ الأكبر ليس له زوجة وأولاد هو مجرّد اختلاق محض ، مختلف تماماً مع ما عليه سيرة أهل البيت عليهمالسلام
من التعجيل في تزويج أبنائهم ولم يؤثر بقاء أحدهم دون قران حتّى