الحسين وهو يودّع ولده وعن وصف أحاسيسه أزاء ولده الأكبر.
مضافاً إلى ما تقدّم ما كانت تكنّه الحوراء عليهاالسلام من حبّ وما لها فيه من تعلّق فريد لأنّه بكر أخيها الحسين وقد ربّي في حجرها وأغدقت عليه حبّها وحنانها والآن تراه ينحدر صوب المعركة فكانت تجول بين أخيها وبين المخيّم فتارة تبرز من الخيمة وأُخرى تتطلّع إلى وجه أخيها.
وأخيراً خرج عليّ إلى المعركة وحمل على القوم كالريح العاصف وهو يرتجز ويقول :
أنا عليّ بن الحسين بن علي |
|
من عصبة جدّ أبيهم النّبي |
والله لا يحكم فينا ابن الدعي |
|
أطعنكم بالرمح حتّى ينثني |
ضرب غلام هاشميّ علوي |
|
نحن وبيت الله أولى بالنبي |
فلم يزل يقاتل حتّى ضجّ الناس من كثرة من قتل منهم وتعالى صياح العدو : الحذر الحذر والفرار الفرار ، وما زال ينثر الرؤوس والأيدي فعل حيدر الكرّار حين يرمي الفرس والفارس على الثرى ويمرّغهما في التراب. قلب الميمنة على الميسرة والميسرة على الميمنة وقتل منهم بحملة واحدة مائة وعشرين رجلاً وأرسلهم إلى دار البوار ، جهنّم وبئس القرار.
نسيم صرصر قهرش بهر طرف که وزيد |
|
|
بنخل عمر مخالف خزان مرگ رسيد |
بحمله سپه خصم را چه از جا کند |
|
|
ملک بمجمر چرخ از ستاره ريخت سپند |
بدست تيغ وى از سمت عالم لاهوت |
|
|
ز مرحبا بک پر شد صوامع ملکوت |
عصفت ريحه بهم كخريف |
|
لم يدع ملبساً على الأشجار |