فاقضوا زمانكم عجالاً إنّما |
|
أعماركم سفر من الأسفار |
يا كوكباً ما كان أقصر عمره |
|
وكذا تكون كواكب الأسحار |
وهلال أيّام بدى لم يستدر |
|
بدراً ولم يمهل لوقت سرار |
عجل الخسوف إليه قبل أوانه |
|
فغشاه قبل مظنّة الإبدار |
أن يحتقر صغراً فربّ مفخّم |
|
يبدو ضئيل الشخص للنظّار |
إنّ الكواكب في محلّ علوّها |
|
لترى صغاراً وهي غير صغار |
فكأنّ قلبي قبره وكأنّه |
|
في طيّه سرّ من الأسرار |
أبكيه ثمّ أقول معتذراً له |
|
وفّقت حين تركت ألأم دار |
جاورتُ أعدائي وجاورَ ربّه |
|
شتّان بين جواره وجواري |
فالشرق نحو الغرب أبعد شقّةً |
|
عن بعد هذي الخمسة الأشبار |
هيهات قد علقتك أشراك الردى |
|
وأباد عمرك قاطع الأعمار |
ولقد جريت كما جريت لغاية |
|
فبلغتها وأبوك في المضمار |
فإذا نطقت فأنت أوّل منطقي |
|
وإذا سكتُّ فأنت في مضمار |
أخفى من البرحاء ناراً مثلما |
|
يخفى من النار الزناد الواري |
وشهاب زند الحزن إن طاوعته |
|
وارٍ وإن غطّيته متواري |
وأُخفّض الزفرات وهي صواعد |
|
وأُكفكف العبرات وهي جواري |
قصرت جفوني أم تباعد بينها |
|
أم صوّرت عيني بلا أشفار |
أحيي ليالي الدهر وهي تميتني |
|
ويميتهنّ تبلّج الأنوار |
حتّى رأيت الصبح ترفع كفّه |
|
بالضور رفرف خيمة كالقار |
من قصيدة فاخرة لعلم الأعلام حجّة الإسلام الشيخ محمّد حسين الإصفهاني رحمه الله تعالى
تمثّل النبيّ في سليله |
|
في خَلقه وخُلقه وقيله |