بل لا يزال مستنيراً أبدا |
|
وكيف لا ونوره نور الهدى |
نورٌ بدى من أُفق الرساله |
|
في العزّ والرفعة والجلاله |
بل هو في الظهور سرّ المصطفى |
|
فمنتهى جلاه غاية الخفا |
هو النبيّ في معارج العُلى |
|
لكن عروجه بطفّ كربلا |
نال من العروج منتهى الشرف |
|
ومن رياض القدس أفضل الغرف |
والحرب قد بانت لها الحقائق |
|
مذ في يمينه تجلّى البارق |
وأفرس الفرسان ليث غابها |
|
واختلس الكُماة من ركابها |
فكم كميّ حين ألقى الشر فر |
|
يقول من خيفه أين المفر |
كم بطل من عضبه البتّار |
|
شاهد في الدنيا عذاب النار |
سطى على جموعهم منفردا |
|
حتّى إذا أوردهم ورد الردى |
صال كجدّه الوصيّ المرتضى |
|
بصولة تشبه محتوم القضا |
حتّى إذا تمّ نصاب الحرب |
|
بالطعن في صدورهم والضرب |
فاجأه ابن مرّة الغدّار |
|
فكاد يهوي الفلك الدوّار |
أليس يهوي الفلك الدوّار |
|
إن زال عن مركزه المدار |
بل هو من مقامه المكين |
|
مدار كلّ عالم التكوين |
وانشقّ رأس المجد والفخار |
|
بل مهجة المختار والكرّار |
لمّا أُصيت هامة الكرامه |
|
على أبيه قامت القيامه |
ومذ رأى قرّة عين المصطفى |
|
معفّراً قال على الدنيا العفى |
وانهملت عيناه بالدموع |
|
بل بدم من قلبه الجزوع (١) |
وكيف لا يبكي دماً قلب الهدى |
|
ومهجة القلب غدت نهب العدى |
__________________
(١) كان الأحرى بالشيخ رحمهالله أن يقول « المروع » فإنّ الجزع ليس من شأن الحسين عليهالسلام.