أنا يزيد وأبي مهاجر |
|
أشجع من ليث بغيل خادر (١) |
(والطعن عندي للطغاة حاضر |
|
يا ربّ إنّي للحسين ناصر |
ولابن سعد تارك وهاجر |
|
(وفي يميني صارم بواتر) (٢) |
وذكر ابن شهر آشوب المصرع الثاني هكذا :
* ليث هصور في العرين خادر * (٣)
ويقول في منتهى الآمال : وذلك أوقع في النفس بلحاظ أنّ مهاصر تناسب هصور وتعني صفة من صفات الأسد أي أنّه كالأسد (٤).
أقول : وهذا معارض بما ذكره المجلسي في عاشر البحار عن أبي مخنف : فلم يزالوا يتسايرون كذلك حتّى انتهوا إلى نينوى بالمكان الذي نزل به الحسين عليهالسلام فإذا راكب على نجيب له عليه سلاح متنكّب قوساً مقبلاً من الكوفة ، فوقفوا جميعاً ينتظرون ، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ وأصحابه ولم يسلّم على الحسين وأصحابه ودفع إلى الحرّ كتاباً من عبيدالله بن زياد لعنه الله فإذا فيه : أمّا بعد ، فجعجع بالحسين حين بلغك كتابي هذا ويقدم عليك رسولي ولا تنزله إلّا بالعراء من غير خضر وعلى غير ماء ، وقد أمرت أن يلزمك ولا يفارقك حتّى تأتيني بإنفاذك أمري ، والسلام.
فنظر يزيد بن المهاجر الكندي ـ وكان مع الحسين عليهالسلام ـ إلى رسول ابن زياد فعرفه ، فقال له : (ألست مالكاً بن اليسر ؟ قال : نعم) ثكلتك أُمّك ماذا جئت فيه ؟
__________________
(١) اسم فاعل من خدر الأسد يعني الأسد الذي استخفى في أجمة القصب. « والخدار أجمة الأسد ـ المنجد ». (منه)
(٢) مقتل الحسين لأبي مخنف ، ص ١٥٨ وما بين القوسين من إضافات المؤلّف.
(٣) المناقب ، ج ٣ ص ٢٥٢.
(٤) الظاهر أنّ الشيخ صحّف كلمة « المهاجر » إلى المهاصر ثمّ استنبط منه هذا المعنى. (المترجم)