ولده زين العابدين ، وكان غلاماً تركيّاً ، وكتب للحسين عليهالسلام ، ولمّا خرج الحسين إلى مكّة خرج أسلم معه ولزم ركابه ونزل في كربلاء ، ولمّا استقرّت الحرب يوم عاشوراء استأذن الحسين في القتال فأذن له ، وهجم على العدوّ كالليث الغضبان وهو يرتجز ويقول :
البحر من طعني وضربي يصطلي |
|
والجوّ من سهمي ونبلي يمتلي |
إذا حسامي في يميني ينجلي |
|
ينشقّ قلب الحاسد المبنحلي |
وجاء في بحر اللئالي وروضة الأحباب : لمّا استأذن هذا المولى من الإمام الحسين عليهالسلام ، قال له الإمام : استأذن من ولدي السجّاد ، فاستأذنه هذا الغلام التركي وودّع الأهل والحرم ثمّ حمل عليهم مجرّداً سيفه وقتل منهم سبعين شخصاً ، ولمّا علم الإمام السجّاد أنّ مولاه مقبل على الحرب والضرب ، أراد أن يستطلع حاله ويرى قتاله ، فأمر برفع سجف الخيمة ، وعاد الغلام بعد طول الجهاد ومشقّة الجلاد إلى الإمام السجّاد وودّع السيّد الإمام وعاد إلى القتال ثانية ، وفي هذه المرّة هوت به جراحه الكثيرة وعطشه الشديد على التراب .. فأجرى الإمام الحسين فرسه ملأ فروجه واقبل كالصقر المنقضّ ، ونزل من ظهر جواده وبكى عليه ووضع خدّه الميمون على خدّ الغلام ، وكان في السياق ، ففتح عينيه ورأى الحسين إلى جانبه فتبسّم في وجهه وفاضت نفسه الشريفة صلّى الله عليه ولعن قاتليه.
وذكره الكنجي الشافعي وأبو نعيم الاصفهاني في حلية الأولياء.
وفي نفس المهموم أنّ هذا الغلام التركي كان مقرئاً للقرآن تالياً له رضياللهعنه.
سقى الله أرواح الذين تئآزروا |
|
على نصره سقيا من الغيث دائمه |
وقفت على أطلالهم ومحالهم |
|
فكادهم الحشا ينقضّ والعين ساجمه |
لعمري لقد كانوا سراعاً إلى الوغى |
|
مصاليت في الهيجا حماة ضراغمه |