قال : «ثمّ نمتُ فإذا أنا بقائل قد أخذ بعضادة الباب وهو يقول» :
أنّى يكون وليس ذاك بكائنٍ |
|
للمشركين دعائمُ الإسلامِ |
لبني البنات نصيبهم من جَدِّهمْ |
|
والعمُّ متروكُ بغير سهامِ |
ما للطليق وللتراث وإنما |
|
سجد الطليقُ مخالفة الصمصامِ |
قد كان أخبرك القرانُ بفضلهِ |
|
فمضى القضاءُ به من الحكّامِ |
إنَّ ابنَ فاطمة المنوَّهُ باسمهِ |
|
حاز الوراثةَ عن بني الأعمامِ |
وبقى ابنُ نثلة واقفاً متردِّدا |
|
يبكي ويُسعده ذوو الأرحامِ (١) |
ومروان سرق المعنى ممّا قاله مولى لتمّام بن معبد بن العبّاس بن عبد المطّلب ، معرّضاً بعبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله (ص) ، فإنّه أتى الحسن بن علي (ع) ، وقال : أنا مولاك. وكان قديماً يكتب لعلي بن أبي طالب (عليه السّلام) ، فقال مولى تمّام :
جحدت بني العبّاس حقَّ أبيهمُ |
|
فما كنت في الدعوى كريمَ العواقبِ |
متى كان أولاد النّبي كوارثٍ |
|
يحوز ويُدعى والداً في المناسبِ (٢) |
ومروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة كان يهودياً ، أسلم على يد مروان بن الحكم. وقيل : من سبي اصطخر ، اشتراه عثمان بن عفان ، وولاؤه لمروان. شهد يوم الدار مع مروان ، ولمّا اُصيب مروان بن الحكم ، حمله مولاه ابن أبي حفصة على عاتقه ، وهو يجره ومروان يتأوه ، فيقول له : اسكت ، إن علموا بك قتلت. فأدخله بيت امرأة من عنزة ، وداواه حتّى برئ ، فأعتقه مروان ، وشهد معه يوم الجمل ، ومَرج راهط (٣). وغضب صالح بن عطية الأضجم من بيت مروان (أنّى يكون وليس ذاك بكائن) ، فاتصل به يخدمه مدّة حتّى أنس به هو وأهله. حتّى إذا مرض ابن أبي حفصة ، كان صالح ممرّضاً له ، فلمّا خفّ مَن عنده ، وبقي صالح وحده ، وضع يده على حلقه فخنقه حتّى مات ومضى عنه ، ولم يشكّ أهله به (٤).
__________________
(١) عيون أخبار الرضا ص ٣٠٥ ، وذكر الطبرسي في الاحتجاج ص ٢١٤ في أحوال موسى بن جعفر (ع) : أنه الذي سمع الهاتف.
(٢) طبقات الشعراء لابن المعتز ص ١٥ نسخة التصوير.
(٣) الاغاني ٩ ص ٣٤.
(٤) المصدر نفسه ص ٤٦.