الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم ، فتبّاً لكم ولِما تريدون. إنّا لله وإنّا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبُعداً للقوم الظالمين (١).
أيّها النّاس أنسبوني مَن أنا ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألستُ ابن بنت نبيّكم وابن وصيّه وابن عمّه وأول المؤمنين بالله والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه؟ أوَ ليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبي؟ أوَ ليس جعفر الطيّار عمّي ، أوَ لَم يبلغكم قول رسول الله لي ولأخي : هذان سيّدا شباب أهل الجنّة؟ فإنْ صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ ـ والله ما تعمدتُ الكذب منذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله ويضرّ به من اختلقه ـ وإنْ كذّبتموني فإنّ فيكم مَن إنْ سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، وأبا سعيد الخدري ، وسهل بن سعد الساعدي ، وزيد بن أرقم ، وأنس بن مالك يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي ، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟!»
فقال الشمر : هو يعبد الله على حرف إنْ كان يدري ما يقول.
فقال له حبيب بن مظاهر : والله إنّي أراك تعبد الله على سبعين حرفاً ، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول ، قد طبع الله على قلبك.
ثمّ قال الحسين (ع) : «فإنْ كنتم في شكّ من هذا القول ، أفتشكّون أنّي ابن بنت نبيّكم ، فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم ، ويحكم اتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟! أو مال لكم استهلكته؟! أو بقصاص جراحة؟!» ، فأخذوا لا يكلّمونه!
فنادى : «يا شبث بن ربعي ، ويا حَجّار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ، ويا زيد بن الحارث ألم تكتبوا إليَّ أنْ اقدم قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب ، وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة؟»
فقالو : لَم نفعل.
قال : «سبحان الله! بلى والله لقد فعلتم». ثمّ قال : «أيّها النّاس ، إذا كرهتموني
__________________
(١) مقتل محمّد بن أبي طالب الحايري.