لَو كان يحذر بأساً أو يخاف وغيً |
|
ما انصاع يصلح نعلاً وهو صاليها |
||
أمامه من أعاديه رمال ثرى |
|
من فوق أسفلها ينهال عاليها |
||
ما عممت بارقات البيض هامته |
|
فاحمرّ بالأبيض الهنديّ هاميها |
||
إلا غداة رأته وهو في سنةٍ |
|
عن الكفاح غفول النفس ساهيها |
||
وتلك غفوة ليث غير مكترث |
|
ما ناله السّيف إلاّ وهو غافيها |
||
فخرّ يدعو ، فلبّى السّبط دعوته |
|
فكان ما كان منه عند داعيها |
||
فقلّ به الأشهب البازي بين قطا |
|
قد لفَّ اولها فتكاً بتاليها |
||
جنى ولكن رؤوس الشوس يانعة |
|
وما سوى سيفه البتار جانيها |
||
حتّى إذا غصّ بالبتّار أرحبها |
|
وفاض من علق البتّار واديها |
||
تقشّعت ظلمات الخيل ناكصة |
|
فرسانها عنه وانجابت غواشيها |
||
وإذ به حاضن في صدره قمراً |
|
يزين طلعته الغرّاء داميها |
||
وافى به حاملاً نحو المخيم والآ |
|
ماق في وجهه حمر مجانيها |
||
تخطّ رجلاه في لوح الثرى صحفاً |
|
الدمع منقطها والقلب تاليها |
||
آه على ذلك البدر المنير محا |
|
بالخسف غرّته الغراء ماحيها |
||
إخوة العبّاس (ع)
ولمّا رأى العبّاس (عليه السّلام) كثرة القتلى من أهله قال لإخوته من اُمّه وأبيه ، عبد الله وعثمان وجعفر : تقدّموا يا بني اُمّي حتّى أراكم نصحتم لله ولرسوله. والتفت إلى عبد الله وكان أكبر من عثمان وجعفر وقال : تقدّم يا أخي حتّى أراك قتيلاً وأحتسبك (١). فقاتلوا بين يدَي أبي الفضل حتّى قُتلوا بأجمعهم.
نعما قرابين الأله |
|
مجزّرين على الفرات |
خير الهداية أن يكون |
|
الهدي من زمر الهداة |
من بعد ما قضوا الصلاة |
|
قضوا فداءاً للصلاة (٢) |
__________________
(١) مقاتل أبي الفرج ص ٣٢ ـ ٣٣.
(٢) العلامة ثقة الإسلام الشيخ محمّد طاهر آل الفقيه الشيخ راضي (قدس سره).