والقوس طوّق نحره فكأنه |
|
خيط الهلال يحلُّ فيه الفرقد |
وعلى الربية في الخيام نوائح |
|
تومي لطفلك بالشجى وتردد |
وربَّ رضيع أرضعته قسيهم |
|
من النّبل ثديا درُّه الثر فاطمه |
فلهفي له مذ طوّق السّهم جيده |
|
كما زينته قبل ذاك تمائمه |
هفا لعناق السّبط مبتسهم اللمى |
|
وداعا وهل غير العناق يلائمه |
ولهفي على اُمّ الرضيع وقد دجى |
|
عليها الدجى والدوح نادت حمائمه |
تسلل في الظلماء ترتاد طفلها |
|
وقد نجمت بين الضحايا علائمه |
فمذ لاح سهم النّحر ودّت لو أنّها |
|
تشاطره سهم الردى وتساهمه |
أقلّته بالكفين ترشف ثغره |
|
وتلثم نحراً قبلها الّسهم لاثمه |
وأدنته للنهدين ولهى فتارة |
|
تناغيه ألطافا واُخرى تكالمه |
بُنيّ أفق من سكرة الموت وارتضع |
|
بثدييك علّ القلب يهدأ هائمه |
بُنيّ فقد درًا وقد كضك الظما |
|
فعلّه يطفي من غليلك ضارمه |
بُنيّ لقد كنت الأنيس لَو حشتي |
|
وسلواي إذ يسطو من الهمّ غاشمه (١) |
ثمّ قال الحسين (ع) : «هوّن ما نزل بي أنّه بعين الله تعالى (٢) ، اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل ، إلهي إنْ كنت حبستَ عنّا النّصر فاجعله لِما هو خير منه ، وانتقم لنا من الظالمين (٣) واجعل ما حلّ بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل (٤) اللهمّ أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه النّاس برسولك محمّد (صلّى الله عليه وآله)» (٥) ، وسمع (عليه السّلام) قائلاً يقول : دَعه يا حسين ، فإنّ له مرضعاً في الجنّة (٦). ثمّ نزل (عليه السّلام) عن فرسه وحفر له بجفن سيفه ودفنه مرمّلاً بدمه وصلّى عليه (٧) ، ويقال وضعه مع قتلى أهل بيته (٨).
__________________
(١) للعلامة الشيخ محمّد تقي آل صاحب الجواهر.
(٢) اللهوف ص ٦٦.
(٣) مثير الأحزان لابن نما ص ٢٦ ، ومقتل الخوارزمي ٢ ص ٣٢.
(٤) تظلّم الزهراء (عليها السّلام) ص ١٢٢.
(٥) المنتخب ص ٣١٣.
(٦) تذكرة الخواص ص ١٤٤ ، والقمقام لميرزا فرهاد ص ٣٨٥. وفي الإصابة بترجمة إبراهيم بن رسول الله (ص) ، وتهذيب الأسماء للنووي ١ ص ١٠٢ وشرح المواهب اللدنيّة للزرقاني ٣ ص ٢١٤ ، باب أولاده : لمّا توفّي إبراهيم ابن رسول الله (ص) ، قال النّبي : «إنّ له مرضعاً في الجنّة».
(٧) مقتل الخوارزمي ٢ ص ٣٢ ، والاحتجاج للطبرسي ص ١٦٣ طبعة النجف.
(٨) الإرشاد ومثير الأحزان ص ٣٦.