وناهيك في رِزْء تفاقم وقعه |
|
فأصبح فيه الدّمع من بعض منطقي |
||
اتغضي ومنك اليوم آل اُميّة |
|
شفت كلّ ذحل في حشاها مؤرّق |
||
وكم لك في أرض ٍالطّفوف نوادب |
|
ينحن بها نوح الحمام المطوّق |
||
وكم طفلة قد أرهبوها بقسوة |
|
وما عوّدت من قبل غير الترقرق |
||
وطفل يحلّي جيده طوق عسجد |
|
فطوّق مذعوراً بسهم مفوّق |
||
وكم حرّة حسرى بدت من خبا لها |
|
وليس لديها ساتر غير مرفق |
||
هنالك لو شاهدتها تنفث الشّجى |
|
بقلب من الوجد المبرّح محرق |
||
لعزّ أمير المؤمنين خروجها |
|
عليك بحال أحزنت كلّ مشفق |
||
فمن مُبْلِغُ الزهراء عن أسر زينب |
|
وتسييرها بين الأعادي لجلّق |
||
وليس لها بين العدى من يصونها |
|
حمى غير مضنى بالحبال مربّق |
||
أفاطم سمعاً علّني في تزفري |
|
أبثّك أشجاناً أخذن بمخنق |
||
فإنّ الاُولى حلّوا بعرصة كربلا |
|
هووا في ثراها مشرقاً بعد مشرق |
||
قضوا وجلال العزّ يعلو وجوههم |
|
وماتوا كراماً مالووا جيد مطرق |
||
فلا عذر حتّى تلفظي القلب حسرة |
|
بفيض دم من ماء عينيك مهرق (١) |
||
لمّا قُتل أبو عبد الله الحسين (عليه السّلام) مالَ النّاسُ على ثقله ومتاعه وانتهبوا ما في الخيام (٢) ، وأضرموا النّار فيها ، وتسابق القوم على سلب حرائر الرسول (ص) ، ففررن بنات الزهراء (ع) حواسر مسلبات باكيات (٣) وإنّ المرأة لتسلب مقنعتها من رأسها ، وخاتمها من إصبعها ، وقرطها من اُذنها ، والخلخال من رجلها (٤). أخذ رجل قرطين لاُمّ كلثوم وخرَم اُذنها (٥).
وجاء آخر إلى فاطمة ابنة الحسين (ع) فانتزع خلخالها ، وهو يبكي قالت له : مالك؟ فقال : كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله؟! قالت له : دعني ، قال : أخاف أنّ يأخذه غيري (٦).
ورأت رجلاً يسوق النّساء بكعب رمحه ، وهنّ يلذن بعضهن ببعض ، وقد أخذ
__________________
(١) من قصيدة للعلامة الثقة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي.
(٢) كامل ابن الأثير ٤ ص ٣٢.
(٣) تاريخ الطبري ٦ ص ٢٦٠.
(٤) مثير الأحزان لابن نما ص ٤٠.
(٥) الدمعة الساكبة ص ٣٤٨.
(٦) أمالي الصدوق ص ٩٩ المجلس الواحد والثلاثون ، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٣ ص ٢٠٤.