المجتبى (ع) زيد وعمرو والحسن المثنّى ، فإنّه أُخذ أسيراً بعد أنْ قَتل سبعة عشر رجلاً ، وأصابته ثمان عشرة جراحة وقُطعت يده اليمنى ، فانتزعه أسماء بن خارجة الفزاري ؛ لأنّ اُمّ المثنّى فزاريّة ، فتركه ابن سعد له (١). وكان معهم عقبة بن سمعان مولى الرباب زوجة الحسين (ع) ، ولمّا أخبر ابن زياد بأنّه مولى للرباب خلّى سبيله ، وأخبر ابن زياد بأنّ المرقع بن ثمامة الأسدي نثر نبله وقاتل ، فآمنه قومه وأخذوه فأمر بنفيه إلى الزارة (٢).
أترى كيف أمست الخفرات |
|
بعد غلب دون المخيّم ماتوا |
أتراهم للأسر قد أسلموها |
|
أم على الرغم فارقتها الحماة |
فارقوها من بعد ما ثلم العضب |
|
ودقّت من الطعان القناة |
وبنوا في دم الشهادة عرشاً |
|
لم قبلهم بنته البناة |
أدهشتها من بعدهم هجمة الخي |
|
ل عليها وأين عنها الاباة |
فتصارخْنَ يستغثْنَ بصرعي |
|
هوّمت غفوة بهم وسباة |
وترامت بجنب كلّ أبيِّ |
|
حرّة تستثيره وفتاة |
يشتكين السياط قد ألمتهن |
|
وهل حفزت بصرخى شكاة |
يتساقطْنَ عن متون المطايا |
|
كلّما أزعج النياق الحدادة (٣) |
فقلن النّسوة : بالله عليكم إلاّ ما مررتم بنا على القتلى. ولمّا نظرن إليهم
__________________
(١) البحار الجزء العاشر ، عند ذكر أولاد الحسن (ع) ، وإسعاف الراغبين ص ٢٨ ، على هامش نور الأبصار.
وفي اللهوف ص ٨ : عالجه بالكوفة ، فلمّا برأ حمله إلى المدينة.
(٢) تاريخ الطبري ٦ ص ٢٦١ ، وكامل ابن الاثير ٤ ص ٣٣. والزارة ، كما في معجم البلدان ٤ ص ٣٦٧ : قرية بالبحرين ، واُخرى في طرابلس الغرب ، وكورة بالصعيد. وفي المعجم ممّا استعجم للبكري ٢ ص ٦٩٢ : إنّها موضع بناحية البحرين جرت فيها حروب للنعمان بن المنذر المعروف بـ (الغرور) مع الأساورة ، ومدينة بفارس فيها بارز البراء بن مالك مرزبانها فصرعه وقطع يده وأخذ منطقته وسواريه ، وكان قيمته ثلاثين ألفاً ، فأخذ خُمسه عمر ، وهو أول سلب اُخذ خمسه في الإسلام. وفي كامل ابن الاثير ٤ ص ١٠ : إنّ ابن زياد هدّد أهل الكوفة بالنّفي إلى عمان الزارة. وفيه ٨ ص ٨٦ حوادث سنة (٣٢١ هـ) : إنّ علي بن يليق أمر بلعن معاوية وابنه يزيد على المنابر ببغداد ، فاضطربت العامّة ، وكان يثير الفتن البربهاري من الحنابلة ، فهرب منه وقبض على جماعته فأحدرهم في زورق إلى عمان. انتهى.
فيظهر من ذلك أنّ الزارة موضع في عمان. وفي الأخبار الطوال / ٢٥٦ ، سيّر ابن زياد المرقع بن ثمامة الأسدي إلى الزبدة ، فلم يزل بها حتّى هلك يزيد وهرب ابن زياد إلى الشام ، فانصرف المرقع إلى الكوفة. وفي نشوار المحاضرة ٨ / ٩ : إنّ أبا محمّد المهلّبي أحدر محمّد بن الحسن بن عبد العزيز الهاشمي إلى عمان في زورق طبقه عليه ؛ لأمر نقمه عليه.
(٣) للعلامة الثقة الشيخ عبد المهدي مطر النجفي.