قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مقتل الحسين عليه السلام

مقتل الحسين عليه السلام

مقتل الحسين عليه السلام

تحمیل

مقتل الحسين عليه السلام

79/407
*

وخيار الاُمّة من كلّ ما يرون من الخير ، إلى أنْ ظهرت الحروريّة المارقة ، فقاتلوا أمير المؤمنين علياً ومَن معه ، فقتلهم بأمر الله تعالى ورسول الله (ص) ؛ طاعةً لقول النّبي (ص) : إنّ الطائفة المارقة يقتلها أدنى الطائفتين إلى الحقِّ ، فكان علي بن أبي طالب ومَن معه هم الذين قاتلوهم ؛ فدلَّ كلام النبي (ص) على أنّهم أدنى إلى الحقِّ من معاوية ومَن معه (١).

وقال : كلّ فرقة من المتشيّعين مُقرّة بأنّ معاوية ليس كفؤاً لعليّ (ع) بالخلافة ، ولا يجوز أنْ يكون خليفة مع إمكان استخلاف عليّ (ع) ؛ فإنّ فضل عليّ وسابقته وعلمه ودينه وشجاعته وسائر فضائله ، كانت عنده ظاهرة معروفة ، ولمْ يكن بقي من أهل الشورى غيره وغير سعد ، وقد ترك سعد هذا الأمر ، وتوفّي عثمان فلمْ يبقَ لها معين إلا عليّ (٢).

وقال الزيلعي ، المتوفّى سنة (٧٦٢) : كان الحقُّ بيد عليّ (ع) في نوبته ، فالدليل عليه ؛ قول النّبي (ص) لعمّار : «تقتلك الفئة الباغية» ، ولا خلاف أنّه كان مع علي (ع) وقتَله أصحاب معاوية. ثمّ قال : أجمعوا على أنّ علياً كان مصيباً في قتال أهل الجمل ؛ وهم طلحة والزبير وعائشة ومَن معهم ، وأهل صفّين ؛ وهم معاوية وعسكره. ثمّ قال : لمّا ولي عليّ (ع) الخلافة ، وكان معاوية بالشام قال : لا ألي له شيئاً ، ولا اُبايعه ، ولا أقدِم عليه (٣).

وقال ابن القيّم الجوزيّة ، المتوفّى سنة (٧٥١) : كان عليّ في وقته سابق الاُمّة وأفضلها ، ولمْ يكن فيهم حين وليها أولى بها منه (٤).

وقال أبو عبد الله بن محمّد بن مفلح الحنبلي ، المتوفّى سنة (٧٦٣) : كان عليّ (ع) أقرب إلى الحقِّ من معاوية ، وأكثر المنصفين في قتال أهل البغي يرى القتال من ناحية علي (ع) ، ومنهم من يرى الإمساك. وقال ابن هبيرة في حديث أبي بكرة في ترك القتال في الفتنة ، أي في قتل عثمان : فأمّا ما جرى بعده ، فلمْ يكن لأحد من المسلمين التخلّف عن عليّ (ع) ، ولمّا تخلّف عنه سعد وابن عمر واُسامة ومحمد

__________________

(١) مجموع فتاوى ابن تيمية ٢ ص ٢٥١.

(٢) المصدر نفسه ٤ ص ٢٢٤.

(٣) نصب الراية ٤ ص ٦٩ في تخريج أحاديث الهداية ـ كتاب أدب القاضي.

(٤) بدائع الفوائد ٣ ص ٢٠٨ لابن القيّم الجوزية.