فلاحظ : ان تالي الصغري مع الکبري يتألف منهما قياس شرطي من القسم الاول وهو ما اشترکت فيه المقدمتان بجزء تام فينتج على نحو الشکل الاول : (اذا کان محمد نبيا وجب أن ينصب هاديا) ثم نجعل هذه النتيجة تاليا لشرطية مقدمها مقدم الصغري فتکون هذه الشرطية الجديدة هي النتيجة المطولبة. وهذه هي طريقة أخذ النتيجة من هذا القسم الثالث اذا تألف من متصلتين. ونکتفي بهذا البيان عن هذا القسم في الشرطيات المحضة للسبب المتقدم في القسم الثاني.
يبقي الکلام عن القسم الاول وهو ما اشترکت فيه المقدمتان بجزء تام منهما وعن القسم الثالث في المؤلف من حملية وشرطية. ولما کانت هذه الاقسام موافقة للطبع الجاري فنحن نتوسع في البحث عنها الى حد ما فنقول : ينقسم کما تقدم الاقتراني الشرطي الى خمسة أقسام من جهة کون المقدمتين من المتصلات او المنفصلات أو المختلفات فنجعل البحث متسلسلا حسب هذه الاقسام :
١ ـ المؤلف من المتصلات
هذا النوع اذا اشترکت مقدمتاه بجزء تام منهما يلحق بالاقتراني الحملي حذو القذة بالقذة : من جهة تأليفه للاشکال الاربعة ومن جهة شروطها في الکم والکيف ومن جهة النتائج وبيانها بالعکس والخلف والافتراض. فلا حاجة الى التفصيل والتکرار. وانما على الطالب أن يغير الحملية بالشرطية المتصلة. نعم يشترط أن يتألف من الزوميتين. وهذا شرط عام لجميع اقسام الاقترانات الشرطية المتصلة لان الاتفاقيات لا حکم لها في الإنتاج نظرا الى أن العلاقة بين حدودها ليست ذاتية وانما يتألف منها صورة قياس غير حقيقي.