القياسات المرکبة
لا بد للاستدلال على الميطلوب من الانتهاء في التحليل الى مقدمات بديهية لا يحتاج العلم بها الى کسب ونظر والا لتسلسل التحليل الى غير النهاية فيستحيل تحصيل المطلوب. والانتهاء الى البديهيات على نحوين : تارة ينتهي التحليل من أول الامر الى کسب مقدمتين بديهيتين فيقف ونحصل المطلوب منهما فيتألف منهما قياس يسمي (بالقياس البسيط) لانه قد حصل المطلوب به وحده. وهذا مفروض جميع الاقيسة التي تکلمنا عن أنواعها واقسامها.
وأخري ينتهي التحليل من أول الامر الى مقدمتين احداهمنا کسبية أو کلاهما کسبيتان فلا يقف الکسب عندهما حينئذ بل تکون المقدمة الکسبية مطلوبا آخرلا بد لنا من کسب المقدمات ثانيا لتحصيله فنلتجيء الى تأليف قياس آخر تکون نتيجة نفس الکسبية أي ان نتيجة هذا القياس الثاني تکون مقدمة للقياس الاول. ولو کانت المقدمتان معا کسبيتين فلا بد حينئذ من تأليف قياسين لتحصيل المقدمتين.
ثم ان هذه المقدمات المؤلفة ثانيا لتحصيل مقدمة القياس الاول أو مقدمتيه ان کانت کلها بديهية وقف عليها الکسب وان کانت بعضها أو کلها کسبية احتاجت الى تأليف اقيسة بعددها ... وهکذا حتي نقف في مطافنا على مقدمات بديهية لا تحتاج الى کسب ونظر. ومثل هذه التأليفات المترتبة التي تکون نتيجة احدها مقدمة في الآخر لينتهي بها الى مطلوب واحد هو المطلوب الأصلي تسمي (القياس المرکب) لأنه يترکب من قياسين أو أکثر.
فالقياس المرکب اذن هو : «ما تألف من قياسين فأکثر لتحصيل مطلوب واحد».