والفطريات قضايا قياساتها معها. وانما سميت (ضرورية) لضرورة اليقين بما بسبب حضور علتها لدي العقل بلا کسب.
والى هنا انتهي بنا القول الى استقصاء جميع البديهيات الست (التي هي أساس البراهين ورکيزة کل تفکير ورأس المال العلمي لتاجر العلوم) والي استقصاء أسباب اليقين بها. فالاوليات علة يقينها من الداخل والمشاهدات والمتواترات علتها من الخارج وهي الآلة الحاسة والثلاث الباقية علتها من الخارج أيضا وليست هي الا القياس الحاضر.
(القسم الثاني) ان لا يکون القياس حاضراً لدي العقل فلا بد للحصول على اليقين من السعي لاستحضاره بالفکر والکسب العلمي وذلک بالرجوع الى البديهيات (وهذا هو موضع الحاجة الى البرهان) فاذا حضر هذا القياس انتظم البرهان إما على طريق اللم او الإن. فاستحضار علة اليقين غير الحاضرة هو الکسب وهو المحتاج الى النظر والفکر. والذي يدعو الى هذا الاستحضار البديهة الاولي المذکورة في صدر البحث وهي استحالة وجود الممکن بلا علة واذا حضرت العلة انتظم البرهان کما قلنا أي يحصل اليقين بالنتيجة وذلک بناء على البديهة الثانية وهي استحالة تخلف المعلول عن العلة.
فاتضح من جميع ما ذکرنا کيف نحتاج الى البرهان وسر الحاجة اليه وأنه يرتکز اساسه على هاتين البديهتين اللتين هما الطريق الاساس الفکري لتحصيل کل برهان.
ـ ٦ ـ
البرهان اللمي مطلق وغير مطلق
قدعرفت ان البرهان اللمي ما کان الاوسط فيه علة لثبوت الاکبر للاصغر ومعني ذلک انه علة للنتيجة. وهذا على نحوين :
١ ـ ان يکون علة لوجود الاکبر في نفسه على الاطلاق ولاجل هذا يکون علة