الفارق. وهذا المثال أحد موارد الانتفاع بهذه الاداة.
(الاداة الرابعة) القدرة على بيان التشابه بين الاشياء المختلفة عکس الاداة الثالثة سواء کان التشابه بالذاتيات أو بالعرضيات. وتحصل هذه القدرة (الملکة) بطلب وجوه التشابه بين المور المتباعدة جدا أو المتجانسة وبتحصيل ما به الاشتراک بين الاشياء وان کان أمرا عدميا.
ويجوز أن يکون وجه التشابه نسبة عارضة. والحدود في النسبة اما ان تکون متصلة أو منفصلة : أما المتصلة فکما لو کان شيء واحد منسوبا أو منسوبا اليه في الطرفين أو انه في أحد الطرفين منسوبا وفي الثاني منسوبا اليه فهذه ثلاثة أقسام : (مثال الاول) ما لو قيل : نسبة الامکان الى الوجود کنسبته الى العدم و(مثال الثاني) ما لو قيل : نسبة البصر الى النفس کنسبة السمع اليها. و(مثال الثالث) ما لو قيل : نسبة النقطة الى الخط کنسبة الخط الى السطح.
أما المنفصلة ففيما اذا لم يشترک الطرفان في شيء واحد أصلا کما لو قيل : نسبة الاربعة الى الثمانية کنسبة الثلاثة الى الستة.
وفائدة هذه الاداة اقتناص الحدود والرسوم بالاشتراک مع الاداة السابقة. فان هذه الاداة تنفع لتحصيل الجنس وشبه الجنس والاداة السابقة تنفع في تحصيل الفصول والخواص کما تقوم.
وتنفع هذه الاداة في إلحاق بعض القضايا ببعض آخر في الشهرة أو في حکم اخر ببيان ما به الاشتراک في موضوعيهما بعد أن يعلل الحکم بالامر المشترک کما في التمثيل.
وتنفع هذه الاداة أيضا الجدلي فيما لو ادعي خصمه الفرق في الحکم بين شيئين فيمکنه أن يطالب بايراد الفرق فاذا عجز عن بيانه لا بد أن يسلم بالحکم العام ويذعن. وان کان بحسب التحقيق العلمي لا يکون العجز عن ايراد الفرق بل حتي نفس عدم الفرق مقتضيا لالحاق شيء بشبيهه في الحکم.