٣ ـ ألا يرتب المقدمات في المخاطبة ترتيبا قياسيا على وجه يلوح للخصم انسباقها الى المطلوب بل ينبغي ان يشوش المقدمات ويخل بترتيبها فيراوغ في الوصول الى المطلوب على وجه لا يشعر الخصم.
٤ ـ ان يتظاهر في سؤاله أنه کالمستفهم الطالب للحقيقة المقدم للانصاف على الغلبة بل ينبغي ان يلوح عليه الميل الى مناقضة نفسه وموافقة خصمه لينخدع به الخصم المعاند فيطمئن اليه. وحينئذ يسهل عليه استلال الاعتراف منه من حيث يدري ولا يدري.
٥ ـ ان يأتي بالمقدات في کثير من الاحوال على سبيل مضرب المثل أو الخبر ويدعي في قوله ظهور ذلک وشهرته وجري العادة عليه ليجد الخصم ان جحدها أمام الجمهور مما يوجب الاستخفاف ووالاستهانة له فيجبن عن انکارها.
٦ ـ ان يخلط الکلام بما لا بنفع في مقصوده ليضيع على الخصم ما يريده من المقدمة المطلوبة بالخصوص. والافضل ان يجعل الحشو حقا مشهورا في نفسه فانه يضطر الى التسليم به اذا سلم به امام الجمهور قد يندفع مضطرا الي التسليم بما هو مطلوب انسياقا مع الجمهور الذي يفقد على الاکثر قوة التمييز.
٧ ـ ان من الخصوم من هو مغرور بعلمه معتد بذکائه فلا يبالي ان يسلم في مبدأ الامربما يلقي عليه من الاسئلة ظنا منه بأن السائل لا يتمکن من أن يظفر منه بتسليم ما يهدم وضعه وبأنه يتمکن حينئذ من اللجاج والعناد.
فمثل هذا الشخص ينبغي للسائل ان يمهد له بتکثير الاسئلة عما لا جدوي له في مقصوده حتي اذا الستنفذ غاية جهده قد يتسرب اليه الملل والضجر فيضيع عليه وجه القصد او يخضع للتسليم.
٨ ـ اذا انتهي الى مطلوبه من الاستلزام لنقض وضع الخصم فعليه ان يعبر عنه بأسلوب قوي الاداء لا يشعر بالشک والترديد ولا يلقيه على سبيل الاستفهام فان الاستفهام هنا يضعف أسلوبه فيفتح به للخصم مجالا لإنکار الملازمة او إنکار