وهو يقع في ثلاثة مباحث :
(١) في الاصول والقواعد
(٢) في الأنواع
(٣) في التوابع
المبحث الاول ـ الاصول والقواعد
ـ ١ ـ
وجه الحاجة الى الخطابة
کثيرا ما يحتاج المشرعون ودعاة المباديء والسياسيون ونحوهم الى اقناع الجماهير فيما يريدون تحقيقه اذ تحقيق فکرتهم او دعوتهم لاتتم الا برضا الجمهور عنها وقناعتهم بها.
والجمهور لا يخضع للبرهان ولا يقنع به کما لا يخضع للطرق الجدلية لان الجمهور تتحکم به العاطفة أکثر من التعقل والتبصر بل ليس له الصبر على التأمل والتفکير ومحاکمة الادلة والبراهين وانما هو سطحي التفکير فاقد للتمييز الدقيق. تؤثر فيه المغريات وتبهره العبارات البراقة وتقنعه الظواهر الخلابة. ولعدم صبره على التمييز الدقيق نجده اذا عرضت عليه فکرة لا يتمکن من التفکيک بين صحيحها وسقيمها فيقبلها کلها أو يرفضها کلها.
وعليه فيحتاج من يريد التأثير على الجماهير في اقناعهم أن يسلک مسلکا آخر غير مسلک البرهان والجدل المتقدمين فان الذي يبدو أن الطرق العقلية عاجزة عن التأثير على عقائد الناس وتحويلها لعجزها عن التأثير على عواطفهم المتحکمة فيهم.
بل لا يقتصر هذا الامر على الجمهور بما هو جمهور فان کل فرد من أفراد