وسمعنا رئيس دولة أو مرشد قطر أو مرجعا دينيا لفرقة بينما هو في القمة من عظمته اذا به يهوي بين عشية وضحاها من برجه الرفيع محطما لخطأة صغيرة ارتکبها أو لامر فعله أو قاله معتقدا فيه الصلاح فاتهمه الجمهور بالخيانة أو الخطل أو ظنوا فيما عمله أو رآه الفساد والضرر.
والجمهور لا صبر له على کتمان رأيه او تأجيل التعبير عنه الى وقت اخر کما لا يعرف المجاملة والمداراة والمداهنة والمماشاة ولا يفهم البرهان والدليل حينئذ الا القوة تسکته أو السيف يفنبه.
* * *
هذا وانحصر کل ما ينبغي للخطيب في باب الاجتماعيات من معرفة لا يسعه هذا المختصر وکفي ما أشرنا اليه.
ونزيد هنا انه على العموم من أهم ما يلزم له بعد معرفة کل ما يتعلق بفرعه المختص به ان يکون مطلعا على علم الاجتماع وعلم النفس. وأهم من ذلک الخبرة في تطبيقهما وتشخيص نفسيات الجماهير المستمعين له ومعرفة تأريخ من سبقه من القادة والرؤساء والستفادة من تجاربهم منضمة الى تجاربه الشخصية. وأهم من ذلک کله المواهب الشخصية التي أشرنا اليها سابقا فانه کم من خطيب موهوب يبز اعلم العلماء وهو لم يدرس علوم الاجتماع اذ يسوقه ذکاوه وفطرته الى معرفة ما يقتضيه ذلک الاجتماع وما يتطلبه فيستطيع ان يهيمن عليه ويسخره ببيانه ويسخره بأسلوبه.
* * *
(القسم الثاني) الرئيسي : ما يتعلق بالمور الجزئيه
وهي غير محدودة ولا معدودة فلذلک لا يمکن ضبطها وانما يتبع فيها نباهة الخطيب وفطنته. غير أنها تشترک في شيء واحد عام هو طلب صلاح الحال فلذلک من جهة عامة ينبغي للخطيب ان يعرف :
(اولا) معني صلاح الحال مثل ان يقال انه في الانسان استجماع الفضائل