وفيها ثلاثة مباحث : المقدمات واجزاء الصناعة الذاتية واجزاء الصناعة العرضية.
المبحث الاول المقدمات
ـ ١ ـ
معني المغالطة وبماذا تتحقق
کل قياس نتيجته تکون نقضا لوضع من الاوضاع يسمي باصطلاح المنطقيين (تبکيتا) باعتبار انه تبکيت لصاحب ذلک الوضع.
فاذا کانت مواده من اليقينيات قيل له (تبکيت برهاني).
واذا کانت من المشهورات والمسلمات قيل له (تبکيت جدلي).
واذا لم تکن مواده من اليقينيات ولا من المشهورات والمسلمات أو کانت منها ولکن لم تکن صورة القياس صحيحة على حسب قوانينه فلا بد أن يکون القياس حينئذ شبيها بالحق واليقين أو شبيها بالمشهور مادة أو هيئة فيلتبس أمره لعي المخاطب ويروج عليه ويکون عنده في معرض التسليم لقصور فيه أو غفلة والا فلا يستحق ان يسمي قياسا.
وعلى هذا فهو ان کان شبيها بالبرهان سمي (سفسطائيا) وصناعته (سفسطة).
وان کان شبيها بالجدل سمي (مشاغبيا) وصناعته (مشاغبة).
__________________
١ ـ التبكيت لغة : التعنيف والتقريع اما بالسوط او السيف. ويستعمل في التعنيف بالكلام مجازاً.