المبحث الثالث
اجزاء الصناعه العرضيه
وهي الامور الخرجة عن نفس متن التبکيت ومع ذلک موجبة لوقوع الغير في الغلط.
ويلتجيء اليها غالبا من يقصر باعه عن مجاراة خصمه بالکلام المقبول والقياس الذي عليه سمة البرهان أو الجدل. والحقد على الخصم والتعصب الاعمي لرأي أو مذهب هما اللذان يدعوان خفيف الميزان في المعرفة الى اتخاذ هذه السبل في المغالطة حينما يعجز عن المغالطة في نفس القياس التبکيتي.
ومن نافلة القول ان نذکر أن اکثر من يتصدي للخصا. والجدل في العقائده والنقد والرد في المذاهب الاجتماعية والسياسية هم من اولئک خفيفي الميزان والا فالعلماء والمثقفون اکثر ادبا وصونا لکلامهم وحرصا على سلامة بيانهم وان تعصبوا وغالطوا. اما طلاب الحق المخلصون له من العلماء فهم النخبة المختارة من البشر الذين يندر وجودهم ندرة الماس في الفحم لا يتعصبون لغير الحق ولا يغالطون الا في الحق رحمة بالناس وشفقة على عقائدهم والحقيقة عندهم فوق جميع الاعتبارات لا تأخذهم فيها لومة لائم.
وعلى کل حال فان هذه الامور الخارجة عن التبکيت الموجبة للمغالطة يمکن ارجاعها الى سبعة أمور :
١ ـ التشنيع على الخصم بما هو مسلّم عنده أو بما اعترف به. وذلک بأن ينسبه الى القول بخلاف الحق أو المشهور سواء کان ما سلم به أو اعترف به حقيقة هو خلاف الحق أو المشهور أو انه يظهره بذلک تنکيلا به.
وهذا لا فرق بين ان يکون تشنيعه عليه بقول کان قد قاله سابقا أو يجره اليه