عثمان (١) فلما كان بعد ايام عاد إليه علي (ع) فوعظه فقال لست ابدء بك وانى لاعلم شأنك لي دعني واصحابي فقال (ع) لقد اديت اليك ما اوجب الله علي وخرج من عنده.
خطبة عثمان :
فلم يكن بأسرع من أن عثمان خرج إلى المسجد فرقى المنبر فحمد الله واثنى عليه وقال :
أما بعد ايها الناس فوالله ما عاب من عاب منكم شيئا اجهله وما جئت شيئا الا وانا اعرفه ولكني منتني نفسي وكذبتني نصيحتي وضل عني رشدي ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من زل فليتب ومن اخطأ فليتب ولا تتمادى بالهلكة فان من تمادى في الجور كان ابعد عن الطريق فأنا اول من اتعظ أستغفر الله أستغفر الله مما فعلت واتوب إليه فمثلي نزع وتاب فإذا نزلت فليأتني إشرافكم فليرونى رأيهم فوالله ائن ردنى الحق عبدا لاكونن له كالمرقوق ان ملك صبر وان عتق شكر وما عن الله مذهب إلا إليه فلا يعجزن عنكم خياركم أن يدنوا إلي لئن أبت يميني لتتابعني شمالي.
فقام إليه المقداد بن عمر فقال يا عثمان ليس بواصل لك ما ليس معك الله الله في نفسك فأتمم على ما قلت (٢).
ولما نزل عثمان وجد مروان ابن الحكم وسعيد بن العاص ونفرا من بنى امية فجلس فقال له مروان يا أمير المؤمنين أتكلم ام أصمت فقالت له نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان بل اصمت فأنتم والله قاتلوه ومؤثموه
__________________
(١) تاريخ الطبري (ج ٥ ـ ص ٩٦ وص ٩٧) وابن الاثير (ج ٣ ـ ص ٥٨).
(٢) في الطبري (ج ٥ ـ ص ١١١) نسب القول إلى سعيد بن زيد