وهو يريد الهرب فقال والله لا يفوتني ثاري من عثمان فرماه بسهم فقطع اكحله فسقط بدمه وحمل من موضعه وهو يقول : إنا لله هذا والله سهم لم يأتني من بعد ما اراه إلا من معسكرنا لله ما رأيت مصرع شيخ اضيع من مضرعي ثم لم يلبث أن هلك (١).
وروى الواقدي أيضا عن موسى بن عبد الله عن الحسين بن عطية عن ابيه قال شهدت الجمل مع علي (ع) فلقد رأيت جمل عائشة وعليه هودجها وعليه دروع الحديد ثم لقد رأيت فيه من النبل والنشاب أمرا عظيما ثم عقر فما سمعت كصوته شيئ قط ونادى أصحاب علي عليكم الجمل فاعقروه فشدت عليه رجال فعقروه فوقع لحينه.
وروى يزيد عن أبى زياد عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال نظرت الهودج يوم الجمل كأنه قنفذ من النشاب والنبل.
وروى ابن أبى ميرة عن علقمة بن أبى علقمة عن ابيه قال جعلنا الهودج من خشب فيه مفاتيح الحديد وفوقه دروع من حديد وفوقها طيالسة من خز أخضر وفوق ذلك ادم أحمر وجعلنا لعائشة منه منظر العين فما أغنى ذلك عنها من القوم.
وروى الواقدي عن رجاله العثمانية عن عائشة ذكر الحال وهزيمة القوم في الحرب وشرح الصورة ورأيها فكان ما كان من ذلك فقال حدثنا محمد بن حميد عن حميدة بنت ابن رفاعة عن امها كبشة بنت كعب قالت كان أبى لقي على عثمان حربا عظيما وبكاه ولم يمنعه من الخروج إلا أن بصره ذهب ولم يبايع عليا ولم يقر به بغضا له ومقتا.
وخرج علي (ع) من المدينة فلما قدمت عائشة منصرفة من البصرة جاءها أبى فسلم على الباب ثم دخل وبينها وبينه حجاب فذكرت له بعض
___________________
(١) ابن الاثير (ج ٣ ـ ص ٩٦) وفي الطبري (ج ٥ ص ٢١٥) مات في خربة من دور البصرة لبني سعد ودفن فيها.