بذلك مأجورا وعند الله مشكورا ; وان كانوا قد سفكوا فيه الدماء وبذلوا فيه الاموال وهذا مذهب جماعة قد شاهدتهم وكلمتهم وهم في وقتنا هذا خلق كثير وجم غفير.
وممن كلمتهم فيه من مشيخة أصحاب المخلوق المعروف بأبى بكر التمار الملقب بدرزان وكان في وقته شيخ أصحاب عبد الله بن سعيد بن كلاب أكبرهم سنا ; وأشدهم تقدما في مجالس الكلام ; ومنهم محارب الصيديانى المكنى بابن العلاء خليفة أبى السائبة في القضاء. ومنهم المعروف بالوشعى ; ومن بعدهم المكنى بأبى عبد الله المعروف بابن مجاهد البصري الشعرى صاحب الباهلي تلميذ على بن أسماعيل بن أبى بشر الاشعري ومنهم المعروف بأبى بكر بن الطيب المعروف بابن الباقلانى ومنهم أبو العباس بن الحسين بن أبى عمر القاضى وجميع من سميت ممن جاريته في هذا الباب من أصحاب المخلوق ، وبعضهم كلابية وبعضهم أشعرية واليه يذهب في وقتنا هذا جمهور أصحاب الشافعي ببغداد والبصرة وخوزستان وبلاد فارس وخراسان وغيرها من الامصار ; لا أعرف شافعيا له ذكر في قومه ويذهب إلى هذا المذهب ليبعد به عن قول الشيعة ; وأهل الاعتزال.
رأي المعتزلة :
واختلف في ذلك المعتزلة أيضا كاختلاف الحشوية ; فقال إماماهم المقدمان وشيخاهم المعظمان اللذان هما أصلان للاعتزال ، وافتتحا لمعتقديه فيه الكلام وهم فخر الجماعة منهم وجمالهم الذى لا يعدلوا عندهم سواه واصل بن عطاء الغزال ; وعمرو بن عبيد بن باب المكارى (١) ان
__________________
(١) قال ابن خلكان بترجمته هو عمرو بن عبيد بن باب ببائين وانما ضبطته بذلك لئلا يشتبه بناب وفى تاريخ بغداد ج ١٢ ص ـ