ثم انصرف عنه (١).
كتاب عثمان إلى معاوية :
وبعث عثمان في الحال المسور بن مخرمة الزهري بكتاب إلى معوية ابن ابى سفيان :
اما بعد : فانى كتبت كتابي هذا والله ما أحسبه يبلغك وانا حي وقد رأيتك ورضيت عنك بمكانك واطمأننت إلى نفسك ووثقت بامنية من مناك ولن تنتهي بك الامنية دون الذلة فاحداهما خير لك من الاخرى وإذا بلغك كتابي هذا فابعث إلى جيشا سريعا برجل معه من اهل ثقتك في نفسك واجعله حبيب بن مسلمة ثم أمره فليجعل اليومين يوما والليلتين ليلة والمنزلين منزلا وان استطعت ان تفاجئني مفاجأة فقد التقت العصا ولم يبق إلا خذوات واعط وامنع وهات وهلم ونعم ولا يبين ذلك عاجل وامر ناهض والدين مع اول صدمة والسلام (٢)
في امثال ما اثبتناه من كلام أمير المؤمنين (ع) وإنكاره عليه في مقام بعد مقام واعتزاله امره وامر القوم حتى كان منه ومنهم ما كان وكيف يكون علي (ع) معتوبا لعثمان مع ما وصفناه أو راضيا بشئ من افعاله على ما ذكرناه وكيف لا يكون ساخطا مع ما بيناه ومشاركا للقوم جميعا في تبديعه على ما قدمناه غير أنه لم يساعدهم على حصره ولا اعانهم على خلعه ولا شاركهم في قتله لما اسلفناه من القول في عائبة
__________________
(١) تاريخ الطبري (ج ٥ ـ ص ١١١ وص ١١٢) وابن الاثير (ج ٣ ـ ص ٦٥).
(٢) في تاريخ الطبري (ج ٥ ـ ص ١١٥) ان معاوية لما وصل إليه الكتاب تربص واظهر كراهية المخالفة لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وقد علم باجتماعهم عليه فأبطأ في الامر.