وهذا القول مقبول عند الشيعة لانه قاله بمحضر من رسول الله ومشهده فلم ينكر عليه فصارت الحجة في صوابه شهادة رسول الله بحقه والناصبة بأجمعها ترد عليه وتكذبه فيه ثم تقبل قوله في القذف الباطل وحال الفتنة الظاهرة ولا شاهد لهم على ما ادعوه ثم هو في وصفه لعثمان بأنه ظلم فيما صنع به وانه كان بريئا عند الله ومن أهل التقى والايمان مردود الشهادة عند جميع حاصرى عثمان وقاتليه من المهاجرين والانصار والتابعين باحسان وعند كافة الشيعة والمعتزلة والخوارج حين قال :
ضحوا بأشمط عنوان السجود له |
|
يقطع الليل تسبيحا وقرآنا |
إذ كان حسان مكذبا في قوله على مذهب ما ذكرناه من اهل القبلة ومردود الشهادة بما سلف له من قدف المحصنات لم يعتمد في الحجة بقوله المفترى به ومن برهان شمله الخذلان ثم هو في قول له آخر يكذب عند الشيعة بأجمعها وجمهور المعتزلة والمرجئة والحشوية القائلين بأن أمير المؤمنين (ع) كان أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وأبى على الجبائي وابنه ورهطهما ومن شركهما في الوقف وترك القطع في التفضيل لاحد من الخلفاء الاربعة على غيره وذلك في مرثيته لابي بكر :
إذا تذكرت شجوا من اخى ثقة |
|
فاذكر اخاك ابا بكر بما فعلا |
خير البرية أتقاها وأعدلها |
|
بعد النبي وأوقاها بما جملا |
الثاني التالي المحمود مشهده |
|
وأول الناس ممن صدق الرسلا |
وهذا يكشف لك عن سقوط من تعلق في شئ من الدين بقول حسان من ابطال من جعل قوله حجة على كل حال وتبيين انه كان في ما يقول نظما ونثرا على مذهب الشعراء الذين لا يتقون السيئات ولا يتورعون عن الخطيئات ولا يبالون بارتكاب الزلات ويقدمون على الاباطيل في ارتكاب الموبقات ممن وصفهم الله تعالى في كتابه فقال (والشعراء