قصاص وما ذاك إلا لولد عثمان واخرى نقاتل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ذو البلاء والعناء وأولى الناس بهذا الامر والله ما أنصفتما رسول الله في نسائه حيث تخرجوهن إلى العراق وتتركوا نساءكم في بيوتكم ثم أرسلت إلى عائشة فنهتها أشد النهي عن طلحة والزبير في الخروج لقتال علي (ع) وذكرتها امورا تعرفها وقالت لها أنشدك الله هل تعلمين ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لك اتق الله واحذري أن تنبحك كلاب الحوأب فقالت نعم وردعتها بعض الردع ثم رجعت إلى رأيها في المسير (١).
مؤامرة الناكثين :
فصل : فلما تحقق عزم القوم على المسير إلى البصرة وظهر تأهبهم لذلك اجتمع طلحة والزبير وعائشة وخواصهم من قومهم وبطانتهم وقالوا نحب أن نسرع النهضة إلى البصرة فان بها شيعة عثمان وانصاره وعامله عبد الله بن عامر وهو قريبة ونسيبه وقد عمل على استعداد
__________________
(١) في تذكرة الخواص ص ٣٨ ذكر نهى ام سلمة لها فلما رأتها لا تقبل قالت :
نصحت ولكن ليس للنصح قابل |
|
ولو قبلت ما عنفتها العواذل |
كان بها قد ردت الحرب رحلها |
|
وليس لها إلا الترحل راحل |
وفى المحاسن والمساوي للبيهقي (ج ١ ـ ص ٢٣١) ان ام سلمة حلفت ان لا تكلم عائشة من أجل مسيرها إلى حرب علي فدخلت عائشة عليها يومأ وكلمتها فقالت ام سلمة ألم أنهك ألم أقل لك قالت إني استغفر الله كلميني فقالت ام سلمة يا حائط ألم أنهك ألم أقل لك فلم تكلمها ام سلمة حتى ماتت.