قطعت يده وجذ ساقه حتى هلك منهم ثمانمائة رجل وقيل ذلك اليوم قتل سبعون رجل من قريش وكان آخر من اخذ بزمام الجمل رجل من بني ضبة فجعل يقول (١) :
نحن بني ضبة اصحاب الجمل |
|
ننعي ابن عفان بأطراف الاسل |
ردوا الينا شيخنا ثم نحل
فبرز إليه الاشتر وهو يقول :
كيف نرد نعثلا وقد نحل
وضربه على هامته ففلقها فخر صريعا فلاذ بالجمل عبد الله بن الزبير وتناول خطامه بيده فقالت عائشة من هذا الذي اخذ بخطام جملي؟ قال انا عبد الله ابن اختك فقالت واثكل اسماء ثم برز الاشتر إليه فخلى الخطام من يده واقبل نحوه فقام مقامه في الخطام عبد اسود واصطرع عبد الله والاشتر فسقطا إلى الارض فجعل ابن الزبير يقول وقد اخذ الاشتر بعنقه ينادى اقتلوني ومالكا واقتلوا مالكا معي.
قال الاشتر فما سرني إلا قوله مالكا ولو قال الاشتر لقتلوني فوالله لقد تعجبت من حمق عبد الله إذ ينادي بقتله وقتلي وما كان ينفعه المشوم ان قتلت وقتل هو معي ولم تلد امرأة من النخع غيري فأفرجت عنه فانهزم وبه ضربة مثخنة في جانب وجهه.
فلما تفرق الناس عن الجمل اشفق امير المؤمنين عليه السلام ان يعود إليه فتعود الحرب فقال عرقبوا الجمل فتبادر إليه اصحاب علي (ع) فعرقبوه ووقع لجنبه وصاحت عائشة صيحة أسمعت من في العسكرين وقد جاءت الروايات من مبارزة القوم وارتجازهم بما يطول شرحه وانما اقتصرنا على بعضه للايجاز والاختصار فيما كان من امر الجمل وقطع
___________________
(١) في ابن الاثير (ج ٣ ـ ص ٩٨) والطبري (ج ٥ ص ٢١٠) الابيات لوسيم بن عمرو بن ضرار الضبي.