ولا كان قبلها على الظاهر بخيانة في الدين ولا خرج عن الامامة كان المارق عن طاعته ضالا فكيف إذا أضاف له بذلك حربا واستحلالا لدمه ودماء المسلمين معه ويبغي بذلك في الارض فسادا يوجب عليه التنكيل بأنواع العقاب ، المذكور في نص من قوله تعالى : (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض) (١).
هذا بين أن لم يحجب الهوى ويبعد عن فهمه العمى والله نسأل التوفيق.
تأخر سعد واسامة عن حرب البصرة :
(فصل وسؤال) فان قال قائل كيف تتم لكم دعوى الاجماع على بيعة أمير المؤمنين (ع) وقد علمتم ان الاخبار قد ثبتت بتخلف سعد بن
__________________
(١) ذكر أبو بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي المعافري الاندلسي المتوفى سنة ٥٤٢ في (أحكام القرآن) ج ٢ ـ ص ٢٢٤ أن عليا (ع) كان إماما لانهم أجتعموا عليه ولم يمكنه ترك الناس لانه كان أحق الناس بالبيعة فقبلها حوطة على الامة وان لا تسفك دماءها بالتهارج ويتخرق الامر وربما تغير الدين وانقض عمود الاسلام وطلب أهل الشام منه التمكين من قتلة عثمان فقال لهم علي (ع) ادخلوا في البيعة واطلبوا الحق تصلوا إليه وكان علي (ع) أسدهم رأيا وأصوب قولا لانه لو تعاطى القود لتعصبت لهم قبائلهم فتكون حربا ثالثة قانتظر بهم أن يستوثق الامر وتنعقد البيعة العامة ثم ينظر في مجلس الحكم ويجري القضاء ولا خلاف بين الامة انه يجوز للامام تأخير القصاص إذا أدى ذلك إلى إثارة الفتنة وتشتيت الكلمة.
وحينئذ فكل من خرج على علي (ع) باغ وقتال الباغي واجب حتى يفئ إلى الحق وينقاد إلى الصلح وأن قتاله لاهل الشام الذين ـ