الكوفة والمدد الذي ينتصر بهم على عدوه.
ابن حنيف مع الناكثين :
فصل : وكان من حديث القوم فيما صنعوه بعثمان بن حنيف رضى الله عنه ومن ذكرناه معه على ما جاءت به الاخبار واتفق عليه نقلة السير والآثار.
روى الواقدي وأبو مخنف عن أصحابهما والمدايني وابن دآب عن مشايخهما بالاسانيد التي اختصرنا القول باسقاطها واعتمدنا فيها على ثبوتها في مصنفات القوم وكتبهم فقالوا ان عائشة وطلحة والزبير لما ساروا من مكة إلى البصرة أعدوا السير مع من اتبعهم من بني امية وعمال عثمان وغيرهم من قريش حتى صاروا إلى البصرة فنزلوا حفر أبي موسى (١) فبلغ عثمان بن حنيف وهو عامل البصرة يومئذ وخليفة أمير المؤمنين وكان عنده حكيم بن جبلة فقال له حكيم ما الذي بلغك فقال خبرت ان القوم قد نزلوا حفر ابي موسى فقال له حكيم ائذن لي أن أسير إليهم فاني رجل في طاعة أمير المؤمنين (ع) فقال له عثمان توقف عن ذلك حتى اراسلهم فقال له حكيم إنا لله هلكت والله يا عثمان ، فاعرض عنه وارسل إلى عمران بن حصين وابي الاسود الدؤلي فذكر لهما قدوم القوم البصرة وحلولهم حفر ابي موسى وسألهما المسير إليهم وخطابهم على ما قصدوا به وكفهم عن الفتنة فخرجا حتى دخلا على عائشة فقالا لها يا ام المؤمنين ما حملك على المسير؟ فقالت غضبت لكما من سوط عثمان وعصاه ولا اغضبت ان يقتل فقالا لها وما انت من سوط عثمان وعصاه وانما انت
__________________
(١) سماه ابن جرير في التاريخ (ج ٥ ـ ص ١٧٣) الحفير ولم يضفه إلى ابى موسى وفي معجم البلدان (ج ٣ ـ ص ٣٠٤) الحفير بالتصغير ماء لباهلة بينه وبين البصرة اربعة اميال.