خطبة ابى موسى الاشعري :
فلما فرغ القوم من كلامهم قام ابو موسى الاشعري فقال :
أيها الناس ان تطيعوا الله باديا وتطيعوني ثانيا تكونوا جرثومة من جراثيم العرب يأوى اليكم المضطر ويأمن فيكم الخائف ان عليا انما يستنفركم لجهاد امكم عائشة وطلحة والزبير حواري رسول الله ومن معهم من المسلمين وانا اعلم بهذه الفتن انها إذا اقبلت شبهت وان ادبرت اسفرت وان هذه الفتنة نافذة كداء البطن تجري بها الشمال والجنوب وتشتبك احيانا فلا ندرى ما تأتى اشيموا سيوفكم وقصروا رماحكم وقطعوا اوتاركم والزموا البيوت خلوا قريشا إذا أبوا إلا الخروج من دار الهجرة وفراق اهل العلم بالامرة وترتق فتقها وتشعب صدعها فان فعلت فلنفسها وان ابت فعليها ما جنت سمها في اديمها استنصحوني ولا تستشفونى يسلم لكم دينكم ودنياكم ويشقى بهذه الفتنة من جناها (١).
نهضة زيد واصحابه :
فقام زيد بن صوحان وكانت يده قطعت يوم جلولاء ثم قال :
يا أبا موسى تريد ان ترد الفرات عن ادراجه انه لا يرجع من حيث بدا فان قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد ويلك (آلم احسب الناس ان يتركوا ان يقولو آمنا وهم لا يفتنون) ، ثم قال : ايها الناس سيروا إلى أمير المؤمنين واطيعوا ابن سيد المرسلين وانفروا إليه اجمعون تصيبوا الحق وتظفروا بالرشد قد والله نصحتكم فاتبعوا رأيى ترشدون.
__________________
(١) رواها ابن ابى الحديد في شرح النهج (ج ٣ ـ ص ٣٩٣) بزيادة.