ثم قام عبد خير (١) وقال لابي موسى اخبرني يا ابا موسى هل كانا هذان الرجلان بايعا لعلي فيما بلغك وعرفت؟ قال نعم ، قال فهل جاء على (ع) بحدث يحل عقدة بيعته حتى ترد بيعته كما ردت بيعة عثمان؟ قال ابو موسى لا أعلم قال له عبد خير لا دريت نحن غير تاركيك حتى تدرى حينئذ خبرني يا أبا موسى هل تعلم احدا خارجا من هذه الفتنة التي تزعم انها عمياء تحذر الناس منها؟ أما تعلم انها اربع فرق : علي (ع) يظهر بالكوفة وطلحة والزبير بالبصرة ومعاوية بالشام وفرقة اخرى بالحجاز لا غناء بها ولا يقاتل بها عدو.
فقال ابو موسى الفرقة القاعدة عن القتال خير الناس فقال عبد خير غلبك عليك غشك يا أبا موسى (٢) فقام رجل من بجيلة فقال شعرا :
وحاجك عبد خير يابن قيس |
|
فأنت اليوم كالشاة الربيض |
فلا حقا اصبت ولا ضلالا |
|
فانت اليوم تهوى بالحضيض |
ابا موسى نظرت برأى سوء |
|
تؤول به إلى قلب مريض |
وتهت فليس تفرق بين خير |
|
ولا شر ولا سود وبيض |
وتذكر فتنة شملت وفيها |
|
سقطت وانت ترزح بالجريض (٣) |
قال وبلغ أمير المؤمنين ما كان من امر ابى موسى وتخذيله الناس عن نصرته فقام إليه مالك الاشتر (ره) فقال يا امير المؤمنين انك قد بعثت إلى الكوفة رجلا قبل هذين فلم اره أحكم شيئا وهذان اخلق من بعثت ان ينشب بهم الامر على غير ما تحب ولست ادرى ما يكون فأن رأيت جعلت فداك ان تبعثني في أثرهم فان اهل الكوفة احسن لي طاعة وان
__________________
(١) في تاريخ الطبري (ج ٥ ـ ص ١٨٩) هو الخيواني.
(٢) ابن الاثير (ج ٣ ـ ص ٩٠) والطبري ج ٥ ـ ص ١٩٠
(٣) يقال رزح الرجل : ضعف وذهب ما بيده والجريض ابتلاع الريق غيضا وهما.