المظلوم ألا تمنعون حريمكم المباح ألا تتقون الله في عطيتكم من انفسكم أترضون ان يتوردكم اهل الكوفة في بلادكم اغضبوا فقد غوضبتم وقاتلوا فقد قوتلتم ان عليا لا يرى ان معه في هذا الامر احد سواه والله لئن ظفر بكم ليهلكن دينكم ودنياكم.
وأكثز من نحو هذا القول وشبهه.
خطبة الحسن :
فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام وقال لولده الحسن (ع) قم يا بنى فاخطب فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال :
أيها الناس قد بلغتنا مقالة ابن الزبير وقد كان والله يتجنى على عثمان الذنوب وقد ضيق عليه البلاد حتى قتل وان طلحة راكز رايته على بيت ماله وهو حي واما قوله ان عليا ابتز الناس امرهم فان اعظم حجة لابيه زعم انه بايعه بيده ولم يبايعه بقلبه فقد أقر بالبيعة وادعى الوليجة فليأتي على ما ادعاه ببرهان وأنى له ذلك وأما تعجبه من تورد أهل الكوفة على اهل البصرة فما عجبه من اهل حق توردوا على اهل باطل ولعمري والله ليعلمن اهل البصرة وميعاد ما بيننا وبينهم اليوم نحاكمهم إلى الله تعالى فيقضي الله الحق وهو خير الفاصلين.
فلما فرغ الحسن (ع) من كلامه قام رجل يقال له عمر بن محمود
__________________
ـ عثماني العقيدة خرج إلى معاوية بعد قتل عثمان وفي ابن الاثير (ج ٤ ص ١١٢) كان معه يوم صفين وفي الاغاني (ج ٩ ـ ص ٣٥) لما لجأ إليه مروان بعد وقعة الجمل وطلبه أمير المؤمنين (ع) لم يدفعه إليه إلا بعد أن أخذ منه رهينة دفعها إلى أبي حفصة عتيق مروان وقال له ان حدث بصاحبك حدث فعليك بالرهينة.