بالاصوات التي كانت من السيوف على الرؤوس يومئذ وفي تلك الجولة قتل طريف بن عدي بن حاتم وفقأت عين عدي.
وروى محمد بن عبد الله بن عمر بن دينار قال قال امير المؤمنين لابنه محمد خذ الراية وامض وعلي (ع) خلفه فناداه يا أبا القاسم فقال لبيك يا أبة فقال يا بني لا يستفزنك ما ترى قد حملت الراية وانا اصغر منك فما استفزني عدوى وذلك انى لم ابارز احدا إلا حدثتني نفسي بقتله فحدث نفسك بعون الله تعافى بظهورك عليهم ولا يخذلك ضعف النفس من اليقين فان ذلك أشد الخذلان قال قلت يا أبة أرجو أن أكون كما تحب ان شاء الله قال فالزم رايتك فان اختلفت الصفوف قف في مكانك وبين أصحابك فان لم تبين من أصحابك فاعلم انهم سيرونك قال والله انى لفي وسط أصحابي فصاروا كلهم خلفي وما بيني وبين القوم احد يردهم عني وأنا أريد أن أتقدم في وجوه القوم فما شعرت إلا بأبى خلفي قد جرد سيفه وهو يقول لا تقدم حتى اكون امامك فتقدم بين يدي يهرول ومعه طائفة من اصحابه فضرب الذين في وجهه حتى نهضوهم ولحقتهم بالراية فوقفوا وقفة واختلط الناس وكدت السيوف ساعة فنظرت إلى ابى يفرج الناس يمينا وشمالا ويسوقهم امامه فأردت ان اجول فكرهت خلافه ووصيته لي لا تفارق الراية حتى انتهى إلى الجمل وحوله اربعة آلاف مقاتل من بني ضبة والازد وتميم وغيرهم وصاح اقطعوا البطان فأسرع محمد بن أبى بكر فقطعه واطلع الهودج فقالت عائشة من انت؟ قال ابغض اهلك اليك قالت ابن الخثعمية؟ قال نعم ولم تكن دون امهاتك قالت لعمري بل هي شريفة دع عنك هذا الحمد لله الذي سلمك قال قد كان ذلك ما تكرهين قالت يا أخي لو كرهته ما قلت ما قلت قال كنت تحبين الظفر وانى قتلت قالت قد كنت احب ذلك لكنه ما صرنا إلى ما صرنا أحببت سلامتك لقرابتي منك فاكفف ولا تعقب