متاع أبى موسى فاتبعهم الاشتر بمن أخرجهم من القصر وقال لهم اني أجلته فكف الناس عنه (١) ثم صعد الحسن (ع) المنبر فحمد الله واثنى عليه وذكر جده النبي صلى الله عليه وآله فصلى عليه ثم ذكر فضل أمير المؤمنين وانه احق بالامر من غيره وان من خالفه على ضلال.
ثم نزل فصعد عمار فحمد الله واثنى عليه وصلى على رسول الله ثم قال :
أيها الناس انا لما خشينا على هذا الدين ان يهدم جوانبه وان يتعرى أديمه نظرنا لانفسنا ولديننا فاخترنا عليا (ع) خليفة ورضيناه إماما فنعم الخليفة ونعم المؤدب مؤدب لا يؤدب وفقيه لا يعلم وصاحب بأس لا ينكر وذو سابقة في الاسلام ليس لاحد من الناس غيره وقد خالفه قوم من أصحابه حاسدون له وباغون عليه وقد توجهوا إلى البصرة فاخرجوا إليهم رحمكم الله فانكم لو شاهدتموهم وحاججتموهم تبين لكم انهم ظالمون.
خطبة الاشتر :
ثم خرج الاشتر رحمه الله وصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال :
أيها الناس اصغوا لي بأسماعكم وافهموا لي بقلوبكم ان الله عزوجل قد أنعم عليكم بالاسلام نعمة لا تقدرون قدرها ولا تؤدون شكرها كنتم اعداء يأكل قويكم ضعيفكم وينتهب كثيركم قليلكم وتنتهك حرمات الله بينكم والسبيل مخوف والشرك عندكم كثير والارحام عندكم مقطوعة وكل أهل دين لكم قاهرون فمن الله عليكم بمحمد صلى الله عليه وآله فجمع شمل هذه الفرقة وألف بينكم بعد العداوة وكثركم بعد ان كنتم قليلين ثم قبضه الله وحوله إليه فحوى بعده رجلان ثم ولي بعدهما رجل نبذ كتاب الله وراء ظهره وعمل في احكام الله بهوى نفسه فسألناه ان
__________________
(١) تاريخ الطبري (ج ٥ ـ ص ١٩٠)