ويقول ما يقول لعمارة الدنيا ولا يبالي بعاقبة ذلك في الآخرة بل كانت افعال علي (ع) واقواله التي اثبتناها في ما تقدم على الاغراض التي أنبأنا عنها وأوضحنا عن اتفاقها ووفاقها للدين والنظر في مصالح المسلمين ومن تأمل ما ذكرناه وفكر فيه بقلب سليم وجده على ما وصفناه.
رأي العثمانية :
فصل : وقد زعمت العثمانية ان الذي يدل على مشاركة علي (ع) قتلة عثمان أشياء قد ثبتت بالاخبار وتظاهرت بها الآثار منها انه تولى الصلوة بالناس يوم النحر وعثمان محصور ولم يستأذنه في ذلك وتغلب عليه فيه وهذا مما جعل الشافعي حجة في جواز صحة صلوة المتغلب بالناس يوم الجمعة والعيدين ورد به على أهل العراق وإنكارهم ذلك وقولهم لا تصح الصلوة في الجمعة والعيدين خلف المتغلب فحكى الربيع والمزنى عن الشافعي انه قال في هذه المسألة لا بأس بصلوة الجمعة والعيدين خلف الآمر فان عليا (ع) صلى بالناس وعثمان محصور وقد روى ابو حذيفة القرشي عن محمد بن اسحاق وغيره ان قوما صاروا إلى عثمان وهو محصور وقالوا ما ترى إلى هؤلاء الذين يصلون بالقوم في يوم الجمعة بالناس وانت على هذا الحال لم تأمرهم بذلك وقد كان طلحة بن عبيد الله صلى بهم يوم الجمعة في حصار عثمان فحكوا عن عثمان انه قال إذا أحسنوا فاتبعوهم وان أساؤا فاجتنبوهم الصلوة حسنة فصلوا إذا صلوا ، فزعمت العثمانية ان عليا كان متهما بدم عثمان لصلوته بالناس يوم النحر عن غير إذنه وادعى الشافعي انه كان متغلبا بذلك ولم يتعلق احد من قرف طلحة بدم عثمان لصلوته بالناس يوم الجمعة وعثمان محصور ولا نسبوه إلى التغلب بذلك وبرؤه من دمه وهو الذى تولى حصره حتى قتله وكانت شبهتهم في برائة طلحة خلاف لامير المؤمنين (ع) والتمويه في