وتفرق المسلمون على سخط من مقالته وجاءه خزان بيت المال فالقوا المفاتيح بين يديه وقالوا لا حاجة لنا فيها وأنت تصنع في أموال الله ما تصنع.
ولما كتب المسلمون كتابا يذكرون فيه ما ينكرون من احداثه التمسوا من يوصله إليه ليقف عليه فيرجع عن ذلك أو يعرفون رأيه فيه فوقع اختيارهم على عمار بن ياسر رحمه الله فضمن لهم عرض الكتاب عليه واخذه واستأذن عليه حاجبه في إيصاله إليه فأذن له فدخل عليه وقد لبس ثيابه وهو يلبس خفيه فقال له مرحبا بك يا عمار فيما جئت؟ قال جئتك بهذا الكتاب فاخذه من يده فلما قرأه تغير واستشاط غضبا وقال له يا عاض بظرامه أنت تجترى علي وتلقاني بما أكره ووثب إليه فدفعه حتى انصرع على الارض وداس بطنه وعورته حتى اغمي عليه فلم يصل الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة وعرف المسلمون ذلك فأنكروه.
وقال فيه أمير المؤمنين ما هو مشهور ، وروى ذلك محمد بن اسحق عن الزهري وابو حذيفة القرشي عن رجاله وغيرهما من اصحاب السير وقد كان من أمير المؤمنين (ع) له وعظ مشهور في مقامات اخر وكان بينه وبينه هنات ومهاجرات ومباينات في أوقات متفرقات.
فمن ذلك ما رواه ابو حذيفة القرشي قال حدثني اسحق بن محمد قال حدثني الحسن بن عبد الله عن عبيد الله بن عباس عن عكرمة قال كان بين عثمان بن عفان وبين علي (ع) كلام على عهد عمر بن الخطاب فقال له ما تقول في فما ذنبي والله ما تحبكم قريش أبدا بعد سبعين رجلا قتلتم منهم يوم بدر كأنهم شنوف الذهب.