أيها الناس هذا ابن عم رسول نبيكم قد بعثني اليكم استنصركم إلا ان طلحة والزبير قد سارا نحو البصرة وأخرجا عائشة معهما للفتنة الا وان الله قد ابتلاكم بحق امكم وحق ابيكم وحق ربكم أولى وأعظم عليكم من حق امكم وابيكم ولكن الله قد ابتلاكم لينظر كيف تعملون فاتقوا الله واسمعوا واطيعوا وانفقوا في سبيل الله وانفروا إلى خليفتكم وصهر نبيكم فان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله قد بايعوه بالمدينة وهي دار الهجرة ودار السلام أسأل الله ان يوفقكم.
ثم نزل فصعد الحسن بن علي عليهما السلام على المنبر فحمد الله واثنى عليه وذكر جده فصلى عليه وذكر فضل ابيه وسابقته وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانه أولى بالامر من غيره ثم قال معاشر الناس ان طلحة والزبير بايعا عليا طايعين غير مكرهين ثم نفرا ونكثا بيعتهما له فطوبى لمن خف في مجاهدة من جاهده فان الجهاد معه كالجهاد مع النبي صلى الله عليه وآله.
ثم نزل وكان أمير المؤمنين (ع) كتب مع ابن عباس كتابا إلى أبي موسى الاشعري وغلظ فيه فقال ابن عباس قلت في نفسي اقدم على رجل وهو أمير بمثل هذا الكتاب ان لا ينظر في كتابي ونظرت ان اشق كتاب أمير المؤمنين وكتبت من عندي كتابا عنه لابي موسى :
اما بعد فقد عرفت مودتك إيانا أهل البيت وانقطاعك الينا وانما فرغب اليك لما نعرف من حسن رأيك فينا فإذا اتاك كتابي فبايع لنا الناس والسلام.
فدفعه إليه فلما قرأه ابو موسى قال لي أنا الامير أو أنت؟ قلت انت الامير فدعا الناس إلى بيعة علي فلما بايع قمت وصعدت المنبر فرام انزالي منه فقلت انت تنزلني عن المنبر؟ وأخذت بقائم سيفي فقلت اثبت مكانك والله لئن نزلت اليك هذبتك به فلم يبرح فبايعت الناس لعلي