خطبة علي (ع) :
ولما كتب امير المؤمنين عليه السلام بالفتح قام في الناس خطيبا فحمد الله واثنى عليه وصلى على محمد وآله ثم قال :
اما بعد فان الله غفور رحيم عزيز ذو انتقام جعل عفوه ومغفرته لاهل طاعته وجعل عذابه وعقابه لمن عصاه وخالف امره وابتدع في دينه ما ليس منه وبرحمته نال الصالحون وقد امكنني الله منكم يا أهل البصرة واسلمكم بأعمالكم فاياكم ان تعودوا إلى مثلها فانكم اول من شرع القتال والشقاق وترك الحق والانصاف.
زهد علي (ع) :
ثم نزل عليه السلام واستدعى جماعة من اصحابه فمشوا معه حتى دخلوا بيت المال وارسل إلى القراء فدعاهم ودعا الخزان وامرهم بفتح الابواب التي داخلها المال فلما رأى كثرة ما فيها فقال هذا جناي ثم قسم المال بين اصحابه فأصاب كل منهم ستة آلاف درهم وكان اصحابه اثنى عشر الف واخذ كأحدهم فبينا هي بحالها إذ أتاه آت فقال يا امير المؤمنين ان اسمي سقط من كتابك وقد رأيت من البلاء ما رأيت فدفع سهمه إلى ذلك الرجل.
وروى الثوري عن داوود بن ابى هند عن ابى حرز الاسود قال لقد رأيت بالبصرة طلحة والزبير قد ارسلا إلى اناس من اهل البصرة انا فيهم فدخلنا بيت المال معهما فلما رأيا ما فيه من اموال قالا هذا ما وعدنا الله ورسوله ثم تليا هذه الآية : (وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذا) إلى آخر الآية وقالا نحن احق بهذا المال من كل احد ولما كان من القوم ما كان دعانا علي بن ابي طالب (ع)