الكنانى وأبو عمر بن بديل بن ورقاء الخزاعى وأبو عروة الليثي واجتمع معهم حكيم بن جبلة العبدى في طائفة من اهل البصرة وكميل بن زياد ومالك الاشتر وصعصعة بن صوحان وحجر بن عدى في جماعة من قراء الكوفة الذين كانوا سيرهم عثمان منها إلى الشام حين شكوا أحداثه التي أنكرها عليه المهاجرون والانصار (١) فاجتمع القوم على عيب عثمان وجهروا بذكر أحداثه فمر بهم عمر بن عبد الله الاصم وزياد بن النظر فقالا إن شئتم بلغنا عنكم أزواج النبي صلى الله عليه وآله فان أمرنكم أن تقدموا فاقدموا فقالوا لهما إفعلا واقصدوا عليا آخر الناس فانطلق الرجلان فبدءا بعائشة وأزواج النيي بعدها ثم أنبئا أصحابه صلى الله عليه وآله فأخبروهم الخبر فأمروهما أن يقدموا المدينة وصاروا إلى أمير المؤمنين فأخبراه واستأذناه للقوم في دخول المدينة فقال لهما أتيتما أحدا قبلي؟ قالا نعم أتينا عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وآله بعدها وأصحابه من المهاجرين والانصار فأمروا أن يقدموا فقال علي لكنى لا آمرهم إلا أن يستغيثوا بمن قرب فان أغاثهم فهو خير لهم وإن أبى فهم أعلم ، فخرج الرجلان إليهم جميعا وتسرع إليهم جماعة من المدينة واجتمعوا مع أهل حسب وذو مروات فلما بلغ عثمان اجتماعهم أرسل إلى علي (ع) وقال :
أخرج يا أبا الحسن إلى هؤلاء القوم وردهم عما جاؤا إليه.
فخرج إليهم فلما رأوه رحبوا به وقالوا له قد علمت يا أبا الحسن ما أحدثه هذا الرجل من الاعمال الخبيثة وما يلقاه المسلمون منه ومن عماله وكنا لقيناه واستعتبناه فلم بعتبنا وكلمناه فلم يصغ إلى كلامنا وأغراه ذلك بنا وقد جئنا نطالبه بالاعتزال عن إمرة المسلمين واستأذنا في ذلك الانصار والمهاجرين وأزواج النبي أمهات المؤمنين فأذنوا لنا
__________________
(١) ذكر الطبري (ج ٥ ص ٨٥) وابن الاثير (ج ٣ ص ٥٣) تسفير الجماعة إلى الشام وفى رسائل الخوارزمي ص ٧٧ إشارة إليه ،