وقتله وتشعب اقوال المختلفين في ذلك ، فلم احد أحدا من متكلمي اصحابنا الامامية حصر القول في ذلك ، ولا كلاما في معناه يوضح عن الغرض الملتبس على العقلاء وكان كل فريق عدا الامامية من اهل القبلة يقولون في ذلك بظن أو ترجيم ، ولا يضع يده في شئ منه على معرفة ويقين ، والذى تدل الدلائل عليه من رأى أمير المؤمنين (ع) فيما صنعه القوم بعثمان من الحصار ومطالبته بالخلع ، ومنعه الطعام والشراب ، لعدم الاجابة لهم على ما دعوه إليه من اعتزال الامر ثم الهجوم عليه بالقتل والقائه على بعض المزابل لا يريدون الصلوة عليه ولا الدفن له ويمنعون من ذلك على ما اجمعت عليه رواة الآثار والاخبار والمتفق على صحته العلماء بالسير من الآثار فقد كره (ع) لجملة من ذلك وعتزل القوم فيه غير انه لم يواط على كراهة غيره ، على نيته فيه ولا وافق سواه من مخالفيه على طويتهم في معناه ، وذلك انه عليه السلام لم يشرع مع القوم في دعاء عثمان إلى الاعتزال ، ولا رأى ما رأوه من حصاره وما ولى ذلك من افعالهم به وانه عليه السلام علم عاقبة الامر في ذلك وتحققها ولم يخف عليه ما يكون في مستقبل الاوقات في الفتنة بذلك ، والاختلاف والحروب ، وسفك الدماء ، فان مخالفيه لقديم العداوة له والبغضاء منهم له (ع) والشنئآن والحسد والبغى عليه بالطغيان سيقرفونه بقتل عثمان ، والسعى في دمه بهتانا له في ذلك على ما ذكرناه من الظغناء في الدين البعداء عن علمه ، ولم يصر إلى الاعتزال مما صنعه القوم بالرجل لولائه ولاعتقاد الجميل فيه ، وكيف يكون اعتزاله لهم فيما رأوه من خلعه وحصره وقتله واعتقاد الحق له عليهم وثبوت إمامته بحكم الله في ذلك كما ظنه اولياء الرجل وهو عليه السلام يعلم انه مظلوم بدفعه عن الامر بعد النبي صلى الله عليه وآله وتقدم عليه من لا يستحق ذلك والتصغير من شأنه والحط بذلك له عن قدره والاغراء في السعاية