يقول : (زخرف قيس على البلاد حتى إذا اضطربت) فسمعته عائشة فقالت : أيها المتمثل هلم قد سمعت ما تقول أتراني في شك من صاحبك والله لوددت انه في غرارة من غرايرى حتى إذا مررت بالبحر قذفته فيه فقال مروان قد والله تبنيت قد والله تبنيت قال فسارت عائشة فاستقبلها ابن عباس بمنزل يقال له الصلعاء وابن عباس يريد المدينة فقالت يابن عباس إنك قد أوتيت عقلا وبيانا وإياك أن ترد الناس عن قتل الطاغية ، وهذه أيضا جملة من كثير ورد بها أخبار في تأليب عائشة على عثمان والسعى في دمه اقتصرنا عليها كراهة الاملال بالتطويل وفيها أوضح دليل على أن تظاهرها من بعد بطلب دمه ومباينة أمير المؤمنين عليه السلام وجمع الجموع لحربه والاجتهاد في نقض عهده وأمرها بسفك دمه لم يكن الباطن فيه كالظاهر بل كان لغير ذلك فيما اشتهر عند المعتبرين لاعمال القوم قديما وحديثا وأغراضهم في الافعال وما فيه من يصرح القول عنهم في عداوتها له (ع) فليتأمل أولوا الابصار بما رويناه وليمعن النظر فيما ذكرناه ويجد الامر فيه على ما وصفناه والله المستعان.
ندم طلحة والزبير من البيعة :
فصل : قد قدمناه من القول فيما كان قد عمد عليه طلحة والزبير في خلاف أمير المؤمنين (ع) والمباينة له والتحيز عنه وهو لما كرها ولايته وأنكرا إمرته ولم يؤثرا من الناس بيعته لما كانا عليه من الطمع في الولاية للامر دونه والتأمر على الناس بذلك وفاتهم منه ما أملاه وندما على افراطهما فيما صنعاه مع التسخير لهما من الله تعالى في بذل بيعتهما له (ع) طوعا واختيارا سنح لهما الاعتلال في تسويغ خلافهما له بدعوى إكراهه لهما على البيعة فتعلقا بذلك وجعلاه حجة لهما في خلافه