فان يك ناعيا فلقد نعاه |
|
لنا من ليس في فيه التراب |
فقالت لها زينب بنت أبى سلمى العلي تقولين؟ فتضاحكت ثم قالت أنسى فإذا نسيت فذكروني ثم خرت ساجدة شكرا على ما بلغها من قتله ورفعت رأسها وهى تقول (١).
فألقت عصاها واستقر بها النوى |
|
كما قر عينا بالاياب المسافر |
هذا وقد روي عن مسروق انه قال دخلت عليها فاستدعت غلاما باسم عبدا لرحمن قالت عبدى قلت لها فكيف سميتيه عبد الرحمن قالت حبا لعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي.
__________________
ـ فخاف منه جريح فتسلق نخلة في بستان فانكشف ثوبه فإذا ليس له ما للرجال فرجع علي (ع) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله واخبره بما رأى فقال صلى الله عليه وآله الحمد لله الذى صرف عنا السوء أهل البيت ثم نزلت هذه الآية : (إن الذين جاؤا بالافك) وفي ص ـ ٦٤٠ ـ من التفسير روى عن الصادق أن رسول الله كان عالما بكذبها ولكنه أراد أن يدفع القتل عن جريح وترجع المرأة عن ذنبها.
وفي شرح النهج لابن أبى الحديد (ج ٢ ـ ص ٤٥٧) كانت لعائشة جرأة على رسول الله حتى كان منها في أمر مارية ما كان من الحديث الذى أسرته إلى الزوجة الاخرى وأدى إلى تظاهرهما عليه فنزل فيهما قرآنا يتلى في المحاريب يتضمن وعيدا غليظا عقيب تصريح بوقوع الذنب.
ولم تخف هذه الظاهرة على شيخنا المفيد ولكنه مشى في نقل القصة عنها مع المؤرخين ليسجل عليها اعترافا بالمباينة لامير المؤمنين التى لا يستحق فيها شيئا جاء به من قبل نفسه وانما هو ممتثل أمر رسول الله في تعقيب المرأة لتعترف بالحقيقة ويستبين الحال.
(١) البيتان في تاريخ الطبري (ج ٦ ص ٨٧).