في وصيته له ان قال : يا ابن عباس عليك بتقوى الله والعدل بمن وليت عليه وان تبسط للناس وجهك وتوسع عليهم مجلسك وتسعهم بحلمك وإياك والغضب فانه طيرة الشيطان واياك والهوى فانه يصدك عن سبيل الله واعلم ان ما قربك من الله فهو مباعدك من النار وما باعدك من الله فمقربك من النار واذكر الله كثيرا ولا تكن من الغافلين
وروى ابو مخنف لوط بن يحيى قال لما استعمل امير المؤمنين عبد الله بن العباس على البصرة خطب الناس فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي ثم قال :
معاشر الناس قد استخلفت عليكم عبد الله بن العباس فاسمعوا له واطيعوا امره ما اطاع الله ورسوله فان احدث فيكم أو زاغ عن الحق فاعلموا انى اعزله عنكم فانى ارجو ان اجده عفيفا تقيا ورعا وانى لم اوله عليكم إلا وانا اظن ذلك به غفر الله لنا ولكم.
فأقام عبد الله بالبصرة حتى عمد امير المؤمنين (ع) إلى التوجه إلى الشام فاستخلف عليها زياد بن ابيه وضم إليه ابا الاسود الدؤلي ولحق بأمير المؤمنين حتى سار إلى صفين.
وروى ابو مخنف لوط بن يحيي عن رجاله لما اراد امير المؤمنين (ع) التوجه إلى الكوفة قام في اهل البصرة فقال ما تنقمون علي يا اهل البصرة؟ واشار إلى قميصه وردائه فقال والله انهما لمن غزل اهلي ما تنقمون مني يا اهل البصرة واشار إلى صرة في يده فيها نفقته فقال والله ما هي إلا من غلتي بالمدينة فان انا خرجت من عندكم بأكثر مما ترون فانا عند الله من الخائنين ثم خرج وشيعه الناس إلى خارج البصرة وتبعه الاحنف بن قيس إلى الكوفة.
ولما خرج وصار على غلوة استقبل الكوفة بوجهه وهو راكب بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وقال الحمد لله الذي اخرجني من اخبث البلاد