اما بعد (١) فانى أخبركم من أمر عثمان حتى يكون أمره كالعيان لكم ان الناس طعنوا عليه فكنت رجلا من المهاجرين أكثر استعتابه وأقل عتابه (٢) وكان طلحة والزبير أهون سيرهما إليه الوجيف وقد كان من عائشة فيه فلتة غضب فلما قتله الناس وبايعانى غير مستنكرين طائعين مختارين وكان طلحة والزبير أول من بايعني على ما بايعا به من كان قبلي ثم استأذناني في العمرة ولم يكونا يريدان العمرة فنقضا العهد وأذنا في الحرب وأخرجا عائشة من بيتها يتخذانها فتنة فسارا إلى البصرة واخترت السير إليهم معكم ولعمري اياي تجيبون انما تجيبون الله ورسوله والله ما قاتلتهم وفي نفسي شك وقد بعثت اليكم ولدي الحسن وعمارا وقيسا مستنفرين لكم فكونوا عند ظني بكم والسلام (٣).
خطبة الحسن وعمار وقيس بالكوفة :
ولما نزل الحسن (ع) وعمار وقيس الكوفة ومعهم كتاب أمير المؤمنين (ع) قام فيهم الحسن (ع) فقال :
أيها الناس قد كان من أمير المؤمنين (ع) ما يكفيكم جملته وقد اتيناكم مستنفرين لكم لانكم جبهة الانصار وسنام العرب وقد نقضا طلحة والزبير بيعتهما وخرجا بعائشة وهي من النساء وضعف رأيهن كما قال الله تعالى : (الرجال قوامون على النساء) أما والله لئن لم تنصروه
__________________
(١) في شرح النهج لابن ابى الحديد (ج ٣ ـ ص ٢٩١) مصر بعث الكتاب مع ابن عباس ومحمد بن ابى بكر.
(٢) الاستعتاب طلب العتبى وهي الرضا ومراده (ع) انه كان يكثر من طلب رضاه ويقل من عتابه وتعنيفه.
(٣) رواه الشيخ الطوسي في الامالي ص ٧٨ والسيد الرضى في النهج (ج ٢ ـ ص ٣) باختصار.