إلى اهل الكوفة من المؤمنين والمسلمين. اما بعد : فان دار الهجرة تقلعت بأهلها فانقلعوا منها ، وجاشت جيشان المرجل ، وكانت فاعلة يوم ما فعلت ، وقد ركبت المرأة الجمل ، ونبحتها كلاب الحوأب ، وقامت الفتنة الباغية يقودها ، يطلبون بدم هم سفكوه ، وعرض هم شتموه ; وحرمة انتهكوها ، وأباحوا ما أباحوا ، يعتذرون إلى الناس دون الله يحلفون لكم لترضون عنهم ، فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ; اعملوا رحمكم الله ان الجهاد مفترض على العباد فقد جاءكم في داركم من يحثكم عليه ، ويعرض عليكم رشدكم ، والله يعلم اني لم أجد بدا من الدخول في هذا الامر ، ولو علمت ان أحدا أولى به مني لما تقدمت إليه وقد بايعني طلحة والزبير طائعين غير مكرهين ثم خرجا يطلبان بدم عثمان وهما اللذان فعلا بعثمان ما فعلا وعجبت لهما كيف أطاعا أبا بكر وعمر في البيعة وأبيا ذلك علي وهما يعلمان اني لست بدون واحد منهما مع اني قد عرضت عليهما قبل ان يبايعاني إذا أحبا بايعت لاحدهما فقالا لا ننفس على ذلك بل نبايعك ونقدمك علينا بحق فبايعا ثم نكثا والسلام.
علي (ع) في الطريق :
ولما سار عليه السلام من المدينة انتهى إلى فيد وكان قد عدل إلى جبال طي حتى سار معه عدي بن حاتم في ستماءة رجل من قومه فقال عليه السلام لابن عباس ما الرأي عندك في أهل الكوفة فقال له ابن عباس أنفذ عمارا فانه رجل له سابقة في الاسلام وقد شهد بدرا فانه ان تكلم هناك صرف الناس اليك وانا أخرج معه وابعث معنا الحسن ابنك ففعل ذلك فخرجوا حتى قدموا على أبي موسى الاشعري فلما وصلوا الكوفة قال ابن عباس للحسن ولعمار ان أبا موسى عاق فإذا